تابعت الصحف الاردنية الصادرة اليوم تطورات الاحداث السياسية في منطقة الشرق الاوسط والعالم .. ونشرت تقارير مطولة عن الاحداث الجارية في الاراضي الفلسطينية في ضوء استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على سكان الضفة والقطاع وكذلك استمرار اسرائيل في مصادرة الاراضي الفلسطينية واقامة مستوطنات اسرائيلية عليها . كما نشرت هذه الصحف تقارير عن الاوضاع في العراق في ضوء استمرار المواجهات الدموية الجارية هناك بين المقاومة الوطنية وقوات الاحتلال الاجنبي . واهتمت الصحف الاردنية بمتابعة تطورات الاحداث في لبنان والجهود المبذولة لاحتواء الازمة السياسية الناجمة عن الخلافات الداخلية بين الطوائف والتنظيمات السياسية اللبنانية بشأن اختيار رئيس جديد للجمهورية اللبنانية . وفي اطار تعليقاتها على الاحداث استنكرت الصحف الاردنية الصادرة اليوم استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية على الرغم من الجهود المبذولة لتفعيل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والتوصل الى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين . وجاء في مقالات نشرتها هذه الصحف .. بطرحها عطاء بناء أكثر من 300 وحدة سكنية استيطانية في القدس لا تكون حكومة أولمرت قد سقطت في اختبار النوايا والجدية فحسب بل وتكون قد وضعت واشنطن بنواياها وجديتها على محك أشد حساسية وأكثر خطورة ولسنا نبالغ إذا قلنا أن حكومة أولمرت قد وضعت عملية أنابوليس برمتها على المحك الأول لجدواها وجديتها. وقالت ان اسرائيل تتعامل بسخرية شديدة مع الدول العربية وخاصة تلك التي حضرت انابولس حيث قابل وزراء إسرائيليون في حكومة أولمرت تصريحات رايس المتحفظة على قرار التوسع الاستيطاني الأخير وذكّروها بأن للاستيطان أولوية على السلام وبأن مصالح إسرائيل التوسعية تتقدم على محاولات واشنطن إعادة بناء صورتها في المنطقة وبأن للدبلوماسية الأمريكية حدودا لا ينبغي تجاوزها. وباتهامية لا تخلو من مغزى ودلالة أدرجت الوزيرة اليمينية ليمور ليفنات العلاقة بين رايس وليفني في سياق العلاقات المثلية لمجرد أنهما تحدثتا على دولتين لشعبين وهي اتهامات كانت ستقيم الدنيا ولا تقعدها لو أنها صدرت عن وزير فلسطيني أو عن كبير المفاوضين الفلسطينيين أو حتى عن صغيرهم إذا كان هناك مفاوضون صغار في الوفد الفلسطيني المفاوض ولكانت واشنطن أنزلت جام غضبها على رؤوس الفلسطينيين في الضفة الغربية كما فعلت مع أشقائهم في قطاع غزة المحاصر. وقالت الصحف الاردنية قبل ذهابها إلى أنابوليس حرصت حكومة أولمرت على ضم 1100 دونم من أراضي القدس إلى معاليه أدوميم وبعد عودتها المظفرة من هناك حرصت حكومة الرجل ذي النوايا المخلصة لعملية السلام على طرح عطاء استيطاني لبناء 300 وحدة سكينة في القدس أي أن حكومة أولمرت بدأت عملية أنابوليس وأنهتها بالاستيطان والمستوطنات في رسالة لا تخلو من دلالات سياسية ذات مغزى عندما يتعلق الأمر بمصير القدس. لكن وكما تعاملت السلطة الفلسطينية مع القرار الاستيطاني الأول بعدم اكتراث وجدت نفسها تتعامل مع القرار الاستيطاني الثاني باللامبالاة ذاتها الأمر الذي شجع إسرائيل على الانتقال من قرار استيطاني إلى قرار آخر وأسهم في تعميم اللامبالاة على ردات الفعل العربية والإسلامية والدولية على السلوك الإسرائيلي الأزعر المستهتر بإرادة أكثر من خمسين دولة ومنظمة تقاطرت إلى أنابوليس في أوسع مهرجان للتطبيع العربي المجاني مع إسرائيل. ودعت الصحف الاردنية السلطة الفلسطينية الى ان تتخذ موقفا حازما من قرار ضم أراضي القدس وأن تجعل التراجع عن هذا القرار شرطا لحضور أنابوليس وعلى السلطة اليوم أن تجعل إلغاء هذه القرارات الاستيطانية الجديدة شرطا لالتئام مائدة المفاوضات في الثاني عشر من الشهر الجاري وإلا ما قيمة المفاوضات والمبادرات وما جدوى جولات رايس وزيارة بوش القادمة إن كانت لا تنفع جميعها في وقف تنفيذ قرار استيطاني استفزازي مرفوض من العالم برمته بل وما قيمة الرفض العالمي برمته إن كان عاجزا عن وقف أو حتى تجميد نهب الأرض الفلسطينية وسرقتها وما فائدة كل المفاوضات والاجتماعات والمهرجانات في القدس وأنابوليس في منزل أولمرت أو تحت عريشته إن لم يكن وقف الاستيطان في صدارة الأجندة. وقالت ان المطلوب وقفة فلسطينية تتعدى التصريح بأن الاستيطان يتعارض مع روح أنابوليس والتزاماتها مطلوب موقف فلسطيني يقول لنا ماذا نحن فاعلون إن استمر الاستهتار الإسرائيلي بحقوق الفلسطينيين وأرواحهم وممتلكاتهم وترابهم الوطني. // انتهى // 0922 ت م