حذر خبراء في حماية الشبكات العنكبوتية، وفي مقدمهم ماري لاندسمان من شركة "سكانسيف"، الملايين من مستخدمي مواقع التعارف الاجتماعية على الانترنت من الوقوع في شراك"الجريمة المنظمة"عبر كشف معلومات قيمة وتبادل العناوين الصحيحة وحتى ارقام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية"لان هذه المواقع سهلة الاختراق ويمكن ان تستخدم للابتزاز". وقالت لاندسمان"ان التكنولوجيا المستخدمة في هذه المواقع تسهل على العصابات استهداف بعض البسطاء وقد تُعرض حتى الاطفال للخطف". ويُقدر ان اكثر من نصف بليون شخص يستخدمون هذه المواقع، وبينها ما هو شعبي جداً بين العرب، كما ان بعض اجهزة الاستخبارات الدولية اصبحت تبحث فيها عن معلومات قيمة، بعدما لاحظت ان ارهابيين يستخدمونها للتخابر ما بينهم. وقالت لاندسمان"ان الطبيعة الاجتماعية لهذه المواقع تجعل مستخدمها مهملاً للمخاطر وتسهل تعرضه للهجمات". وتبين ان من بين كلمات البحث العشر الاكثر شيوعا على محرك البحث"غوغل"، تعود سبع منها الى مواقع تعارف، كمواقع"بادو"البريطاني و"فايسبوك"الاميركي والكندي"ويبكينز"الموجه الى الاطفال الذين يستطيعون اللعب بدمى افتراضية والاتصال"باصدقاء". وفي سعي الى التواجد على صفحة خاصة ومطالعة صفحات الغير وبناء شبكة من"الاصدقاء"انضم اكثر من 110 ملايين متصفح للانترنت الى"ماي سبايس"و55 مليوناً الى"فايسبوك"، وهما الموقعان الاكثر تصفحاً في العالم. وبحسب وكالة"فرانس برس"، ارتفع عدد مستخدميهما على التوالي بنسب راوحت بين 30 و100 في المئة. ووفق شركة"كومسكور للابحاث"عن التسويق على الانترنت تلقت مواقع التعارف أكثر من 500 مليون زائر، علماً ان متصفح الانترنت غالباً ما يستعين بمواقع عدة. كما تطال هذه الظاهرة كل الدول حيث يطغى الموقعان العملاقان الاميركيان، كما تتبلور مئات المواقع المحلية بسرعة قياسية. ويضم موقعا"ميكسي"في اليابان 8 ملايين منتسب و"دجاوناي"في الصين 6 ملايين. ناهيك عن موقع"ساي وورلد"التعاوني في كوريا الذي يجمع 18 مليون عضو، اي 85 في المئة من متصفحي الانترنت. ويستخدم أميركي من اصل اربعة"ماي سبايس". ومن المواقع التي تزداد شعبية بين العرب والمسلمين"اراب لاونج"و"موسليم فور ماريج"و"اراب فور دايتينغ"وغيرها العشرات. وشهد العام 2007 كذلك ارتفاع نسبة التجاوزات عبر استخدامات تتعدى على الخصوصية بازدياد. وتعرض الالاف اخيراً لعمليات نصب واحتيال بعدما نقلت"المافيات النيجيرية"نشاطاتها من مواقع الانترنت العادية الى هذه المواقع الاجتماعية للاحتيال على ضعفاء العقول كما استخدمتها تجارة الرقيق في عمليات اجتذاب الزبائن او الايقاع ببنات العائلات. غير ان قضايا عدة اثيرت اخيراً في الولاياتالمتحدة وسلطت الاضواء على التطرف في هذه الموضة التي تشكل، بحسب الخبراء، مرحلة في حياة الانترنت العالمي. فقد عمدت ام الى الانتساب الى"ماي سبايس"منتحلة شخصية مراهق وانكبت على مضايقة صديقة في ال13 من العمر لابنتها، انتهت الى الانتحار شنقا. كما اجتذب"ماي سبايس"و"فايسبوك"الكثير من المن المحرفين جنسيا. وفي تجاوز آخر، إتفق موقع"فايسبوك"الرامي الى تحويل نجاحه الى اموال، مع عشرات الشركات للسماح لها بتقفي مشتريات اعضائه بشكل مباشر ونقل هذه المعلومات الى"اصدقائهم". غير ان موجة عارمة من الاحتجاجات اجبرت"فايسبوك"على التراجع عن العملية. واجتذبت موجة"الشبكات الاجتماعية"الاوساط المالية واشترت شركة مايكروسوفت اخيراً 1.6 في المئة من"فايسبوك"مقابل 240 مليون دولار. وبهذا الثمن، اصبحت قيمة موقع"فايسبوك"الذي لا زال غير مربح، 15 بليون دولار، اي ما يوازي قيمة"جنرال موتورز". وتبلغ هذه القيمة 30 ضعفاً قيمة شراء"نيوز كوربوريشن"لموقع"ماي سبايس"، ما يثير مخاوف المحللين من فشل توقعاتهم. بدوره حذر دايفيد بورتر مسؤول الامن في شركة"ديتيكا"لامن المواقع من"الانفتاح الاجتماعي الكبير على من نعرفه او لا نعرفه". وقال:"لا افهم بعد كيف نسوق معلومات شخصية بهذه السهولة... انها معلومات قيمة جداً للجريمة المنظمة". ونبه بول كينغ من شركة"سيسكو"من ان البعض"قد يصل عبر بريدك الالكتروني الى ما تكون خبأته في جهازك من معلومات شخصية قيمة قد تفتح الطريق لنهبك وسرقة مدخراتك".