كشف وزير الامن الوطني العراقي شيروان الوائلي ان احمد بن الحسن اليماني، الذي اشتبك انصاره في ذكرى عاشوراء مع القوات العراقية في البصرة والديوانية،"يستخدم اربعة اسماء للتمويه عن شخصيته الحقيقية". بالاضافة الى القاب دينية عدة". وافاد الوائلي في تصريح الى"الحياة"ان"الاسم الحقيقي لليماني هو احمد اسماعيل كاطع الهمبوش، ويتحدر من احدى قرى بلدة الهوير وسط الاهوار بين محافظتي البصرة والناصرية، ويقيم في مدينة الزبير الحدودية مع الكويت". واضاف ان"المعلومات الاولية تشير الى ان اليماني خريج احدى الكليات الهندسية، اما الاسماء الثلاثة الاخرى التي كان يستخدمها فهي احمد بن الحسن الكوفي واحمد بن مصطفى اسماعيل همبوش واحمد صالح همبوش. وأما الالقاب التي كان يطلقها على نفسه بالاضافة الى اليماني، فهي الموعود ووصي ورسول الامام المهدي". وعن حملة الاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن العراقية ضد جماعة اليماني أوضح ان"عدد المعتقلين في البصرة والناصرية ومحافظات اخرى تجاوز ال450، وبلغ عدد القتلى 50 شخصاً، فيما لا تزال جثث 18 منهم لدى السلطات المحلية في محافظات الناصرية والبصرة". واستغرب الوائلي انخراط شرائح اجتماعية معروفة وشخصيات اجتماعية وعلمية في حركة اليماني وقال:"فوجئنا ضمن المعتقلين بأطباء واساتذة جامعة". ولم يستبعد"توريط هذه الشخصيات من جانب افراد في التنظيم اثناء اعترافاتهم او وشاية محلية كون الاعتقالات تمت وفق اعترافات وتقارير استخبارية". وتابع ان"بعض المعتقلين اعترفوا بانضمامهم الى الحركة لكنهم اكدوا تركهم لها بسبب تبني الجماعة منهج القتل وحمل السلاح". واوضح ان"التحقيق القضائي يجري الان مع المعتقلين ويتم عزل الابرياء عن المتهمين بانتظار قرار المحاكم المختصة". وكشف الوائلي"معلومات تشير الى هروب اليماني خارج العراق، الا ان السلطات الامنية القت القبض على محمد حسن الحريشاوي القائد العسكري لجماعة اليماني في بغداد بعد هروبه من البصرة". وعلى رغم ضبط السلطات الأمنية اسلحة متطورة كبنادق قنص الكترونية مع جماعة اليماني استبعد الوائلي وجود دعم خارجي لها، واعتبر"ان جميع التصريحات التي صدرت من سلطات محلية بالمحافظات وتوجيه الاتهامات الى هذه الدولة او تلك سابقة لأوانها. ونحن بانتظار ما تتمخض عنه نتائج التحقيقات القضائية مع المتورطين". واكد ان"الحكومة العراقية قررت اغلاق مكاتب الحركة في جميع ارجاء البلاد باعتبارها مقرات وقواعد مسلحة ومقاتلة. كما بدأنا اجراءات أكثر حزماً تجاه الحركات المشبوهة"مشيراً الى ان"المرحلة المقبلة ستشهد تشديد الاجراءات الامنية والرقابية على المنشورات والمطبوعات وستتبنى الدولة حملة لتثقيف المواطن حول مخاطر الافكار المنحرفة"، وشدد على اهمية"معالجة مثل هذه الامراض من خلال الدعاة من خطباء المساجد والحسينيات لتخليص الفكر الاسلامي من الشوائب". من جانب آخر ذكر مصدر امني رفيع يتابع ملف جماعة اليماني ل"الحياة"ان"الجناح العسكري للجماعة كان يعمل باستراتيجية قتالية تحفظ هوية عناصره المسلحة باعتماد اسلوب تبادل المواقع في القتال. فالمقاتلون من اهالي الناصرية يقاتلون في البصرة واهالي العمارة يقاتلون في الناصرية، وهكذا". يذكر ان جماعة اليماني، كغيرها من جماعات المهدوية، تستغل ذكرى عاشوراء للتبشير بقرب ظهور المهدي، الامام الثاني عشر عند الشيعة. وتسعى هذه الجماعات، التي تحيط دعوتها بالغموض الى حد كبير، الى استقطاب الأضواء اليها لا سيما عبر دعوات بعض الناطقين باسمها المراجع الشيعية الرئيسية الى مناظرتها، الأمر الذي يرفضه المراجع الذين يتهمون هذه الجماعات بالانحراف، خصوصاً ان الذين يزعمون انهم ناطقين باسم هذه الحركات هم إما من المغمورين أو ليسوا مراجع. لكن الناطق باسم التيار الصدري صلاح العبيدي أعلن أمس ان زعيم التيار مقتدى الصدر انتدب عدداً من رجال الدين بالحوزة العلمية في النجف لاقامة مناظرات دينية مع اصحاب الدعوة المهدوية.