سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تصدى لهم أنصار الصدر إلى جانب قوات الأمن وأنباء عن مقتل قائدهم العسكري ."جند السماء" انتظروا المهدي فتصدت لهم الشرطة : عشرات القتلى في اشتباكات في البصرة والناصرية
عشية ذكرى عاشوراء، التي تصادف اليوم السبت، اندلعت مواجهات عنيفة بين جماعة "جند السماء" وقوات الأمن العراقية في مدينتي الناصرية والبصرة، ما أسفر عن مقتل عشرات العراقيين بينهم القائد العسكري لهذه الجماعة في البصرة أبو مصطفى الانصاري، خلال الاشتباكات التي انضم اليها مسلحو"جيش المهدي"إلى جانب القوات الحكومية. كما قتل عدد من عناصر الشرطة بينهم ضابطان كبيران في الديوانية. وأعلن قائد الشرطة في البصرة اللواء عبدالجليل خلف أن"اشتباكات مسلحة اندلعت منذ منتصف النهار بين قوات الأمن من شرطة وجيش، وعناصر مسلحة تنتمي إلى جماعة رجل الدين أحمد الحسني الملقب باليماني ... في أحياء الجمهورية والأندلس وجنينة وسط البصرة". وأكد ان"قوات الشرطة تمكنت من قتل القائد العسكري لجماعة اليماني المدعو أبو مصطفى الانصاري خلال الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل عشرات من الجماعة واعتقال عشرات ايضاً"بعد اقتحام مقرها العام. وأفادت مصادر أن بعض مسلحي جماعة"جند السماء"تصدى لدورية تابعة للشرطة في منطقة حي الزهراء، كانت منعتهم من المرور بسبب حظر التجول المفروض على السيارات. وأفادت المصادر ذاتها أن مسلحين من جماعة"اليماني"اقتحموا حاجزاً، ما أسفر عن مقتل بعض عناصره، ومن ثم اتسعت رقعة المواجهات لتشمل مناطق أخرى، بينها حي الجمهورية والشارع التجاري في منطقة الجنينة والجبيلة. وأفاد شهود شاركوا في مسيرات عاشوراء، أن اثنين من عناصر شرطة المرور قُتلا وخطف ثالث كان جُرح داخل سيارة في مواجهات مع"جند السماء"قرب شركة مطاحن الخليج في ضاحية الجبيلة. وتابعوا أن المسلحين سيطروا على ست سيارات إسعاف وسيارتين كانت تستخدمهما الشرطة. وقصفت مروحيات تابعة للجيش العراقي مواقع للجماعة في حسينية حي الزهراء حيث كان المسلحون يتحصنون داخلها، بعدما احتلوا مبنى معهد النفط ومستشفى في طور البناء في المنطقة. وقُتلت إمرأة برصاص قناصة في منطقة المعقل 10 كلم شمال البصرة نقلت الى مستشفى التحرير. وأفادت مصادر ان قوى الأمن العراقية، من جيش وشرطة، أعادت مساءً السيطرة على البصرة، وأقامت نقاط تفتيش عند تقاطع معظم الشوارع. وفي تطور لافت، انضم مسلحو"جيش المهدي"إلى القوات الحكومية في قتال جماعة"جند السماء"بعد مقتل بعض عناصر التيار الصدري في المواجهات، وكان الناطق باسم التيار صلاح العبيدي في النجف صرح بأن"لا علاقة لجيش المهدي بالأحداث الجارية في البصرة، وننفي التورط فيها من قريب أو بعيد". وتزامنت الاشتباكات في البصرة مع اشتباكات مماثلة في الناصرية بين قوات الشرطة والجيش من جهة، ومسلحين مرتبطين ب"اليماني"من جهة أخرى، قتل خلالها 9 أشخاص بينهم ضابطان كبيران. وقال الطبيب هادي الرماحي، المدير العام لدائرة الصحة في الناصرية، ان"ستة اشخاص بينهم ضابطان وامرأة وثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا واصيب 25 آخرون بجروح جراء الاشتباكات"، فيما اكد مصدر أمني ان"قناصاً تابعا للجماعة الدينية المتطرفة قتل آمر فوج الطوارئ العميد الركن ناجي الجابري أثناء توجهه الى موقع الاشتباكات، كما قتل مدير غرفة عمليات الشرطة". واضاف مصدر في الشرطة ان"جماعة من المهداويين هاجمت مقر استخبارات الشرطة في الناصرية بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة واندلعت اشتباكات أدت الى مقتل العقيد زامل رميض معاون مدير الاستخبارات". واكد ان"قوات الجيش وصلت الى المكان وتمكنت من طرد المسلحين". واعلنت السلطات المحلية حظر التجول في المدينة"حتى إشعار آخر". ووفقا لشهود عيان في الناصرية، فإن الاشتباكات اندلعت بعد ان رفض عناصر الجماعة الذين جاؤوا الى المسجد مسلحين لأداء الصلاة إخفاء سلاحهم. واكد الشهود ان"الشرطة قالت:"لن نمنعكم من أداء الصلاة لكن لا نريد رؤية مظاهر مسلحة"، فرفض المسلحون طلب الشرطة وقالوا ان"الامام المهدي سيظهر اليوم ونحن نريد ان نقاتل المرتدين الى جانبه". ويتزعم احمد بن الحسن البصري، الذي يلقب نفسه ب"اليماني"، احدى الجماعات التي تؤمن بظهور وشيك للإمام المهدي. ويدّعي أنه سفيره، أو نائبه الخامس. ويعتقد الشيعة ان المهدي، وهو الإمام الثاني عشر"سيظهر في آخر الزمان ليملأ الدنيا عدلاً بعد ان ملئت جوراً ويسبق ظهوره بروز عدد من سفرائه". وبدأت مثل هذه الحركات تظهر في عاشوراء في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد احتلال العراق، وكانت أمراً نادراً قبل ذلك.