أعلن مسؤولون عراقيون أمس أن الحكومة قررت اتخاذ موقف متشدد حيال "الحركات الضالة"، عبر اعتقال"المنتمين لها والمروجين لأفكارها"، مؤكدين تسليم المعتقلين الى القضاء. وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ للصحافيين ان"حركة احمد الحسني اليماني منحرفة وضالة استناداً الى مراجع المسلمين ...، وأصبح لزاماً على الحكومة ان تلاحقها وتحظر نشاطها وتعتقل كل من يروج لأفكارها أو ينتمي اليها لتقدمهم الى القضاء". واندلعت اشتباكات عشية إحياء ذكرى عاشوراء الشهر الجاري، قتل خلالها حوالي ستين شخصاً بينهم نحو خمسين من اتباع جماعة شيعية مهدوية في الجنوب تطلق على نفسها"أنصار المهدي"، تؤمن بالظهور الوشيك للإمام الثاني عشر لدى الشيعة. والحركة بزعامة رجل دين يدعى احمد حسن البصري الملقب باليماني. من جهته، قال اللواء حسين كمال وكيل وزارة الداخلية"عندما بدأت الاحداث المؤسفة في الناصرية والبصرة ...، تم القبض على رؤوس الفتنة واجريت تحقيقات معهم ...، غالبية المغرر بهم كانوا من البسطاء والمعدمين". واضاف:"كان اليماني على اتصال برئيس مجموعة جند السماء التابعة للكرعاوي الذي قتل العام الماضي"، في اشارة الى زعيم حركة مهدوية أخرى تطلق على نفسها"جند السماء"قضى خلال مواجهات مماثلة قرب النجف مع أكثر من مئتين من اتباعه. وتابع كمال:"هناك أربع أو خمس حركات مهدوية رصدتها الاجهزة الأمنية، لكننا لا نتعرض لها، حتى حركة اليماني كنا نعرفها وأخذنا تعهدات منها بأن لا تستخدم العنف لكنها أخلفت". من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف ان"أعمال العنف تزامنت في محافظتي البصرة وذي قار ... وتصدت قواتنا الأمنية لها فبدأ المنحرفون باستهداف المواكب الحسينية". واضاف:"بلغ عدد قتلى الجماعة في البصرة 35 قتيلا و172 معتقلا وخسرنا سبعة شهداء، وفي الناصرية بلغ عدد قتلى الجماعة ستة واعتقلنا 206 اشخاص وكانت خسائرنا عشرة شهداء".