بعد أسبوع من إعلان قائد القوات المتعددة الجنسية في العراق ديفيد بترايوس أن الهجمات بالعبوات المتطورة المصدرة من ايران تضاعفت مرتين أو ثلاث مرات أخيراً، أكد الجيش الأميركي انخفاضها خلال الأيام الأخيرة علاوة على تراجع تدفق الأسلحة الايرانية الى هذا البلد المضطرب أمنياً. وأوضح الناطق باسم القوات الأميركية الأدميرال غريغوري سميث خلال مؤتمر صحافي أن"عدد الأسلحة التي قدمت من ايران واستخدمت ضد التحالف والقوات العراقية، انخفض في شكل كبير باستثناء الارتفاع لفترة وجيزة مطلع شهر كانون الثاني يناير الجاري". وقال إن من غير الممكن تحديد"ما يحدث في ايران... إلا أننا لا نعتقد بأن مستوى التدريب والتمويل انخفض أيضاً". وأضاف أن الولاياتالمتحدة تحاول فهم الوسائل المختلفة التي تستهدفها ايران لممارسة الضغط داخل العراق، وبينها تدريب الميليشيات وتوفير الدعم المالي لها وتهريب الأسلحة، مشيراً الى أن"هذه أسئلة مهمة علينا أن نفهمها بأنفسنا". جاء ذلك في حين استهدف تفجير انتحاري زعيماً عشائرياً مناوئاً لتنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"في محافظة الأنبار، ما أسفر عن مقتل ستة عراقيين ونجاة الشيخ المستهدف من الاعتداء، وفقاً للشرطة العراقية. وأوضح مسؤول في الشرطة أن الانتحاري فجر حزاماً ناسفاً كان يرتديه بعدما أوقفه أربعة حراس عند حاجز أمام مزرعة الشيخ عيفان العيساوي القيادي في"صحوة الأنبار"في مدينة الفلوجة، ما أدى الى مقتل أربعة حراس ومدنيين اثنين وجرح أربعة آخرين، بحسب المسؤول ذاته. وقال سميث إن مقاتلي"القاعدة"ما زالوا موجودين في المناطق الشرقية من محافظة الأنبار، ويتركزون في شمال شرقي محافظة ديالى وفي المناطق الغربية من محافظة كركوك وفي مدينة الموصل الشمالية، وفي أعداد صغيرة جنوببغداد. وأضاف أن الموصل هي المدينة الرئيسية الوحيدة التي يعتبر فيها التنظيم"قوة"رئيسية، مشيراً الى أنها"ستبقى مركز التأثير والجاذبية للقاعدة نتيجة كونها شبكة رئيسية لتسهيل حركة التمويل والمقاتلين الأجانب، وهي حركة مهمة جداً للقاعدة في العراق". إلا أن سميث قال إن قيادة التنظيم وعناصره مطاردون، ما يجعل التخطيط لاستهداف المدنيين أمراً صعباً، لافتاً الى أن القاعدة تواجه صعوبة شديدة في الحفاظ على قاعدتها العملياتية وتمويل نفسها لأنها تفقد نفوذها في المراكز السكانية، وبالتالي تخسر موارد تمويلها بسبب صعوبة فرض خوات على التجار، فيما لا تدر عمليات الخطف والابتزاز أرباحاً لأن المسلحين ينتقلون الى مناطق زراعية. جنوباً، أعلنت مصادر أمنية عراقية في حصيلة جديدة مقتل 75 شخصاً واعتقال 211 آخرين حتى يوم أمس، وذلك في أعقاب اشتباكات وقعت خلال اليومين الماضيين بين جماعة شيعية عقائدية والقوات العراقية في مدينتي البصرة والناصرية. وقال مصدر في شرطة الناصرية إن"13 شخصاً قُتلوا وأُصيب 72 آخرون نتيجة الاشتباكات التي وقعت في المدينة". وأضاف أن"تسعة من عناصر الأمن بينهم أربعة ضباط وأربعة اشخاص آخرون قُتلوا خلال الاشتباكات". كما قُتل خلال الاشتباكات 18 شخصاً واعتقل 110 من عناصر الجماعة العقائدية، حتى ظهر يوم أمس، وفقاً للمصدر ذاته. وفي البصرة، قال قائد شرطة المحافظة اللواء جليل خلف شويل إن"44 شخصاً قُتلوا واعتقل 75 من عناصر جماعة المهداوية حتى اليوم الاحد". وأضاف أن"تسعة من عناصر الأمن و35 شخصاً من المسلحين قُتلوا". كما أعلن مصدر في الجيش العراقي اعتقال 26 شخصاً من اتباع المهداوية في بلدة المسيب 60 كلم جنوببغداد بعد ظهر السبت. وأكد مراسلا وكالة"فرانس برس"في مدينتي الناصرية والبصرة، استقرار الاوضاع الامنية هناك وعودة الحياة الى طبيعتها. وكانت مواجهات بين قوات عراقية وجماعة تطلق على نفسها"أنصار المهدي"تؤمن بظهوره الوشيك وهي تابعة لرجل دين يدعى أحمد حسن البصري الملقب ب"اليماني"، اندلعت عشية إحياء ذكرى عاشوراء ومقتل الامام الحسين. من جهة ثانية، أعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى في بيان اطلاق 204 معتقلين من معسكرات القوات الاميركية خلال الاسبوع الماضي. وتندرج عمليات الافراج في اطار برنامج بدأ بتنفيذه مكتب نائب الرئيس طارق الهاشمي بالتعاون مع الجيش الاميركي من اجل اطلاق معتقلين لم توجه تهم اليهم. وبلغ عدد الذين أُطلقوا منذ بداية العام الماضي 552 معتقلا، وفقا للبيان ذاته. وتعتقل القوات الأميركية حوالي 20 ألف شخص في العراق معظمهم في معسكر"بوكا"قرب البصرة في جنوبالعراق وفي معسكر"كروبر"قرب بغداد. ولم يتم توجيه التهم رسمياً الى معظمهم. وكان صادق الركابي أحد مستشاري رئيس نوري المالكي، أعلن في كانون الاول ديسمبر الماضي موافقة مجلس الوزراء على اصدار قانون عفو"في أسرع وقت"يشمل أكبر عدد من المعتقلين. وفي الموصل، أعلنت الشرطة العراقية أنها قتلت بالرصاص سائق سيارة مفخخة أثناء محاولته شن هجوم على نقطة تفتيش. وانفجرت السيارة ما أسفر عن اصابة عراقيين اثنين. وفي بغداد ذكرت وزارة الدفاع أن جنوداً عراقيين قتلوا ثمانية مسلحين واعتقلوا 54 آخرين خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في أنحاء العراق. وفي بلد، أفادت الشرطة أن خمسة أشخاص قُتلوا وأُصيب 20 آخرون عندما سقطت قذائف"مورتر"على مواطنين شيعة يحيون ذكرى عاشوراء. وأعلن الجيش الأميركي أن قواته اعتقلت 16 مسلحاً يومي الجمعة والسبت الماضيين خلال عمليات تستهدف تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"في وسط العراق وشماله. وفي محافظة ديالى، أكد الجيش الأميركي اعتقال عشرة مسلحين خلال عملية نفذها الخميس الماضي.