يبدو واضحاً من أحاديث أجرتها "الحياة" مع بعض مسؤولي وفد حركة "حماس" الذي يزور السعودية هذه الأيام، أن"حماس"مثلما لا تريد أن يعود الوضع في قطاع غزة إلى ما كان عليه قبل سيطرتها الكاملة على القطاع في شهر حزيران يونيو العام الماضي، فهي لا تريد أن يعود وضع معبر رفح الحدودي مع مصر إلى ما كان عليه قبل حصار إسرائيل لغزة، أي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية ورقابة أوروبية وإسرائيلية. وقال عضو المكتب السياسي لحركة"حماس"أسامة حمدان الذي زار الرياض أمس:"لا يمكن أن يعود أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مرة أخرة إلى حال الحصار التي كانوا عليها من قبل تحت رحمة إسرائيل، لذلك لا يمكن أن نقبل بعودة المراقبين الأوروبيين إلى معبر رفح، لأنهم كانوا عُرضة للابتزاز الإسرائيلي، ولأن اتفاق المعابر انتهى في تشرين الثاني نوفمبر 2006 ومدد لمدة عام أي أنه انتهى، لذلك لماذا نرجع إلى اتفاق يسلّم مفاتيح المعابر للعدو الإسرائيلي، ليسجن الفلسطينيين وقتما يشاء ويفك السجن وقتما يشاء؟". وتطالب"حماس"حالياً بحسب حمدان، بأن تكون لمعبر رفح إدارة عربية فلسطينية - مصرية"حتى يكون ذلك خطوة لدولة فلسطينية مستقلة، فكيف من الممكن أن تكون هناك دولة مستقلة ومعابر حدودها تحت سيطرة العدو الإسرائيلي؟". وطالبت الرياض وفد حركة"حماس"خلال المحادثات بالقبول بإشراف السلطة الفلسطينية على معبر رفح، انطلاقاً من أنها السلطة الشرعية و"حماس"نفسها لم تعلن رفضها لشرعيتها. لكن لم يتضح بعد إذا كانت الحركة اقتنعت بوجهة النظر السعودية. واكتفى مصدر في وفد الحركة في الرياض بالقول إن"المحادثات التي جرت مع الإخوة في المملكة إيجابية، وأكدت حرص المملكة على الشعب الفلسطيني ووحدته". على أنه لا شك في أن هذا الحرص السعودي على الشعب الفلسطيني ووحدته، يتطلب من"حماس"التنازل للسلطة الفلسطينية. وقال أحد قادة وفد"حماس"إن"الموضوع ليس موضوع تنازل بقدر ما هو الحوار للاتفاق على إدارة أمور الشعب الفلسطيني وقضاياه". ولا توافق"حماس"مبدئياً على"شروط الرئيس محمود عباس للحوار"، بما فيها العودة عن"الانقلاب"وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل سيطرة قوات"حماس"على قطاع غزة. ويرد حمدان على ذلك بالقول:"إذا كان المطلوب عودة الأمور إلى ما كانت عليه، فليعد الرئيس عن قراره عزل الحكومة المُقالة برئاسة إسماعيل هنية وليطلق سراح معتقلي حماس في الضفة الغربية، وليعد فتح المؤسسات والجمعية الخيرية والاجتماعية التابعة لحماس في الضفة". وتسعى السعودية إلى تليين هذه المواقف المتشددة، خصوصاً موقف"حماس"التي اتصلت مع الرياض قبل فترة، وأبلغتها بأن لديها مشروعاً لعودة الحوار مع السلطة الفلسطينية، لذلك رحبت الرياض بزيارة رئيس"حماس"خالد مشعل لها، وتم استقباله والتباحث معه في مطلع كانون الأول ديسمبر الماضي في المقترحات التي قدمت وهي من 6 نقاط لم تُكشف فحواها حرصاً على عدم إفشال المساعي السعودية لتقريب المواقف. ولكن الرياض أبدت ثلاث ملاحظات على مقترحات وفد"حماس"، ووعد مشعل ببحث هذه الملاحظات وإعادة تقويم المقترحات في زيارة ثانية للرياض أتمها الأحد الماضي.