بدأ العد العكسي لمرحلة حاسمة في سباق الرئاسة الأميركية في"الثلثاء الكبير"الذي يصادف الخامس من الشهر المقبل، حين تصوت 22 ولاية في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الحزبين الديموقراطي والجمهوري للسباق. وفي وقت حشد الجمهوريون قواهم لمعركة شرسة في فلوريدا اليوم، حصدت حملة السناتور باراك أوباما تأييداً محورياً من السناتور المخضرم ادوارد كينيدي، ما فرض تحولاً في استراتيجية هيلاري كلينتون الانتخابية، ودفعها للتخفيف من حدة تصريحات الرئيس السابق بيل كلينتون بعد انزعاج قيادات ديموقراطية من انتقاداته لأوباما. ودخل أقطاب المؤسسة الديموقراطية الحزبية بقوة على خط الانتخابات التمهيدية بعد قيام السناتور كينيدي، الشقيق الأصغر للرئيس الراحل جون كينيدي، بالإعلان عن تأييده لأوباما كمرشح عن الحزب وإعطائه دفعة جديدة من الزخم ستساعده في الولايات الكبرى وفي القاعدة الليبرالية للحزب والتي يعتبر كينيدي من أبرز نجومها. وأعلنت حملة أوباما، أن كينيدي سيرافق المرشح في ولايات الغرب وفي ماساتشوستس، وستعول عليه الحملة في استقطاب أصوات الأقلية اللاتينية المنحازة اليوم لكلينتون. وجاء اعلان كينيدي في تجمع انتخابي في العاصمة الأميركية واشنطن، على رغم اتصالات من الرئيس كلينتون ناشده فيها تأجيل إعلانه أو العدول عن الفكرة. الا أن تقارير إعلامية نقلت عن السناتور المخضرم، أنه استاء من محاولات كلينتون لادخال المسألة العرقية في السباق واستخدامها لتبرير فوز أوباما الأخير في ساوث كارولينا. وبالتالي يكون السناتور كينيدي الثاني في العائلة بعد ابنة أخيه كارولين، الذي يدعم أوباما، فيما قررت كاثلين كينيدي ابنة السناتور الراحل روبرت كينيدي، دعم هيلاري كلينتون. وفرضت هذه الأجواء على حملة كلينتون، إعادة مراجعة ذاتية، اعترفت فيها بأن زوجها الرئيس السابق"قد يكون ذهب بعيداً في أفكاره". ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن اوساط حملة كلينتون، أن الاتجاه هو للحد من تصريحات الرئيس السابق الهجومية خلال الحملة والعودة الى دوره الإيجابي والداعم لزوجته من دون انتقادات صارخة ضد أوباما. وتتقدم الأميركية الأولى سابقاً في ولايات الغرب وبعض ولايات الجنوب اضافة الى نيويورك وبنسلفانيا ونيوجيرسي، الا أن فوز أوباما الأخير وتلقيه دعم كبار قيادات الحزب كينيدي وباتريك ليهي وجون كيري سيساعده في بعض ولايات الجنوب وفي ماساتشوستس. ويعتمد الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي على جمع اصوات مندوبيه ال2025، ما يستلزم طاقة مادية وسياسية ضخمة للتنافس في الولايات الصغيرة والكبيرة الثلثاء المقبل. بدورهم، استعد الجمهوريون لخوض معركة في فلوريدا اليوم، وفي ظل منافسة قوية بين السناتور جون ماكين وحاكم ولاية ماساتشوستس السابق ميت رومني. وفيما حاول ماكين ابراز الورقة الأمنية وقدرته على هزيمة أي من المرشحين الديموقراطيين، لجأ رومني الى العامل الاقتصادي مشيراً الى رصيده الطويل في القطاع الخاص وقدرته على إصلاح واشنطن. وفي حال فوز ماكين اليوم، سيقترب من حصد لقب الحزب، ومن هنا حاجة رومني الى كسب فلوريدا. وأعلنت اليزابيث تشيني، ابنة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، دعمها لحملة رومني، بعد خروج المرشح فرد تومبسون من السباق والذي كانت دعمته سابقاً.