تأهب الكينيون في مدينتي نايفاشا وناكورو في ولاية الوادي المتصدع لأعمال عنف جديدة أمس، بعد سلسلة من جرائم القتل العراقية التي عقدت جهود الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، لحل أزمة بدأت قبل شهر. وقتل ما لا يقل عن 19 شخصاً ليل الأحد - الاثنين في مدينتي ناكورو ونايفاشا، في معارك بين افراد من قبيلة كيكويو التي ينتمي اليها الرئيس مواي كيباكي، مع أفراد من قبيلتي لو وكالنغين اللتين تدعمان زعيم المعارضة رايلا أودينغا. وأفاد مفوض مقاطعة نايفاشا كاتي موانزا، بأن ثمانية أشخاص أحرقوا وقتل 11 آخرون ضرباً بالفؤوس، في اشتباكات بين جماعات قبلية متنافسة. وأغلقت كل المحلات التجارية في نايفاشا، بينما قادت الشرطة فجر أمس دوريات في الشوارع وسط المدينة، بعد إزالة حواجز أقامتها مجموعات صغيرة من المحتجين. وذكر سكان ان منازل أحرقت ليلاً في مدن الصفيح. وفي ناكورو، كبرى مدن الوادي المتصدع التي شهدت أعمال عنف الأسبوع الماضي، ساد هدوء أمس، واستؤنفت حركة السير في الشوارع الرئيسية. وقال عامل مشرحة، ان 64 جثة ترقد في مشرحة في ناكورو، وكلها ضحايا آخر أربعة أيام من القتال العرقي. وتابع العامل الذي طلب عدم نشر اسمه:"انها 64 جثة منذ أن اندلع القتال بعضها يحمل آثار قطع والبعض أصيب بسهام وبعضها أشعلت به النار." وفي بلدة كيسومو الغربية، قال سكان ان الشرطة قتلت رجلاً على الأقل خلال تظاهرات ضد أعمال العنف. في غضون ذلك، قال مسؤول مشارك في الوساطة، إن مفاوضين برئاسة أنان طلبوا من المعسكرين المتناحرين ان يختار كل منهما اربعة ممثلين ودراسة خطة لإجراء مزيد من المحادثات خلال الساعات ال24 المقبلة. لكن السكان في نايفاشا لا يثقون بجهود الوساطة. وقال ديفيد جيتونغا الذي كان يضع حاجزاً على الطريق، إن"الذين يهتفون لرايلا لا يريدون السلام. انهم يقتلون شعبنا ويحرقون منازلنا. والآن دورنا لنطبق العدالة". وحملت شاحنتان جنوداً لنشرهم في المنطقة، في وقت ترددت فيه أصداء الأعيرة النارية في شكل متقطع، وتصاعد الدخان من المنازل والسيارات المحترقة. وسدت حواجز الطريق السريع الغربي الرئيسي في كينيا خارج المدينة، وأعادت الشرطة السيارات المتجهة نحو المنطقة. واستمر إطلاق النار حتى ساعة متأخرة من النهار. وقال اودينغا إن عدد القتلى في نايفاشا بلغ 30، وانحى باللائمة على الحكومة لمحاولتها صرف اهتمام وفد الوساطة عن الخلاف الأصلي في شأن الانتخابات. وأفاد الصليب الأحمر الكيني، بأنه يحاول انتشال الجثث واحصاءها في نايفاشا حتى يتمكن من الإعلان عن عدد قاطع للقتلى. جاء ذلك بعدما أفادت الشرطة الكينية ان 14 شخصاً احرقوا احياء في منازلهم في نايفاشا اول من أمس. وأعلن ضابط في الشرطة رافضاً كشف هويته:"عثرنا على 14 جثة متفحمة في منازل عدة". وأضاف ان"الشرطة واجهت صعوبات في الدخول الى المنازل وتعين على رجالها اقتحام المنازل حيث عثروا على جثث رجال ونساء واطفال لا يمكن التعرف اليها". وأكد الضابط ان"المعتدين أغلقوا عليهم على ما يبدو وأضرموا النار". وينتمي معظم الضحايا الى اثنية واحدة وكانوا يعملون في بساتين للأزهار حول بحيرة نايفاشا.