أسفرت أعمال عنف في كينيا بعد الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا لولاية ثانية تستمر خمسة أعوام، عن سقوط عشرات القتلى بينهم طفلة برصاص طائش منذ مساء أول من أمس، في حوادث يخشى مراقبون من اتساع نطاقها. واتهمت المعارضة قوات الأمن بقتل أكثر من 100 شخص بعد الانتخابات. وفور إعلان اللجنة فوز كينياتا (55 سنة)، نشبت أعمال عنف في معاقل المعارضة المؤيدة لرايلا أودينغا، والتي اعتبرت الانتخابات «مهزلة»، فيما أعرب الزعيم المعارض عن «خيبة أمله»، وخشيته من أن تتكرر أحداث العنف التي شهدها عام 2008 عقب انتخاب كينياتا وذهب ضحيتها 1100 شخص. وأفاد مسؤول أمني بأنه يعتقد أن القتلى سقطوا برصاص الشرطة في عمليات لمكافحة النهب في ضاحية ماثاري في نيروبي، ونقلوا إلى مشرحة المدينة. وقامت مجموعة من 100 شخص بأعمال شغب في حي كونغيلي في كيسومو (غرب)، الذي كان شهد الأربعاء الماضي اشتباكات وجيزة. وفي كيبيرا أحد أحياء الصفيح بمدينة نيروبي، هاجم أنصار غاضبون لأودينغا متاجر تعود لمؤيدين للسلطة ونهبوها. كما اندلعت أعمال عنف في أحياء كاريوبانجي وماثاري وداندورا بالعاصمة، وأشعلت مجموعات من الشباب حرائق في الشوارع. وفي خطاب إلى الأمة بعد إعلان اللجنة الانتخابية فوزه الجمعة، أكد كينياتا الذي حصل على 54.24 في المئة من الأصوات، مد اليد إلى خصمه أودينغا (44.74 في المئة)، ودعا إلى السلام. وقال: «علينا العمل معاً، علينا أن نكون فريقاً واحداً، علينا أن نكبر معاً وأن نعمل معاً ليكبر هذا البلد»، مؤكّداً أنه «لا ضرورة للجوء إلى العنف». وشهدت مدن بينها ناكورو وايلدوريت ونييري وكذلك بعض أحياء نيروبي احتفالات، رقص خلالها الناس وغنّوا في الشوارع فرحاً بفوز كينياتا. وكان قتل 6 أشخاص الأربعاء في حي ماثاري العشوائي خلال مواجهات بين الشرطة وأنصار المعارضة، وفي هجوم على مركز للاقتراع في شرق البلاد. ودعا أودينغا الخميس إلى الهدوء، لكنه أضاف: «لا أتحكّم بأحد لكن الناس يريدون العدالة». في المقابل، صرّح جيمس أورينغو أحد كبار قادة تحالف المعارضة بُعيد إعلان فوز كينياتا، «أعتقد أن كل هذا مهزلة كاملة، كارثة». وزاد: «بالنسبة لنا الذهاب إلى القضاء ليس حلاً بديلاً، جرّبنا ذلك في الماضي. هذا ليس خياراً». وتابع: «في كل مرة تسرق فيها الانتخابات ينتفض الشعب الكيني من أجل تغييرات تجعل من كينيا مكاناً أفضل». يذكر أن الانتخابات أجريت بهدوء الثلثاء الماضي، وتوجّه الكينيون بأعداد كبيرة إلى مراكز التصويت. لكن الأجواء بدأ يسودها التوتر مع اتهام المعارضة للسلطة بالتزوير، علماً أن اللجنة الانتخابية أكّدت أول من أمس حسن سيرها، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة فيها بلغت 78.91 في المئة. وأعلنت مختلف بعثات المراقبة الدولية دعمها لها، داعية الكينيين إلى التحلّي بالصبر، وقادتهم إلى ضبط النفس. لكن تحالف المعارضة أصر على اتهاماته بالتزوير، مؤكداً أنه يملك أدلة على ذلك، كاشفاً أنه استناداً إلى مصادر داخلية فان أودينغا (72 سنة) فاز في الاقتراع، ودعاها إلى «إعلانه رئيساً منتخباً». وردت اللجنة خطياً على التحالف المعارض، مشيرة إلى أخطاء فاضحة في تصنيف الوثائق التي تؤكّد فوزه ومصدرها قاعدة بيانات ل «مايكروسوفت» بينما تستخدم اللجنة برنامج «أوراكل». كما أعلنت أمس أنها لم تجد أدلة تشير إلى تلاعب أو عدم دقة.