انتزع السناتور الديموقراطي باراك أوباما نصراً مهماً في ولاية ساوث كارولينا ليل السبت - الأحد، أعاد فيه النبض إلى حملته للفوز بترشيح حزبه لانتخابات الرئاسة. وتسلح اوباما بتأييد ساحق من أصوات الأفريقيين - الأميركيين الذين صوتوا له بنسب غير مسبوقة. جاء ذلك عشية دخول السباق مرحلة مهمة في الولايات الكبرى التي ستشهد انتخابات في 5 شباط فبراير المقبل. وفاز أوباما بالولاية الجنوبية بنسبة تأييد ضخمة تعدت ال55 في المئة، في مقابل 27 في المئة لمنافسته السناتور هيلاري كلينتون، و18 في المئة للسناتور السابق جون أدواردز. وذكرت إحصاءات ان أوباما الذي يتحدر من أصول أفريقية كينيا، حصل على 81 في المئة من أصوات السود، الذين يشكلون أكثر من نصف عدد الناخبين الديموقراطيين في الولاية، متقدماً على كلينتون التي حصلت على 17 في المئة من أصوات السود، فيما ارتكزت أصوات أدواردز على الناخبين البيض هناك، على رغم أن الولاية هي مسقط رأسه وكان فاز فيها عام 2004. وكرر أوباما عقب فوزه، التأكيد انه مرشح التغيير، منتقداً منافسته هيلاري كلينتون من دون ان يسميها، قائلاً إنها مرشحة الوضع الراهن. وهاجم اوباما استراتيجية هيلاري التي شنت عليه هجوماً حاداً الأسبوع الماضي، لإطرائه على رصيد الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان، مشيرة الى اقتصار خبرته السياسية على عامين في مجلس الشيوخ كنائب عن ولاية ايلينوي. كما تولى الرئيس السابق بيل كلينتون التركيز على انتماء أوباما الى الأقلية الأفريقية - الأميركية، وأبدى"تفهماً"لوقوف هذه الأقلية معه في الولاية، وبالتالي، في محاولة لجعل أوباما"المرشح الأسود"، وحصر شعبيته وقاعدته الانتخابية في هذا الإطار. وقال أوباما الذي لا يريد ان يبدو المرشح المدعوم أولاً من السود، في خطاب الفوز:"ثمة شبان وكبار في السن، أثرياء وفقراء. ثمة بيض وسود، متحدرون من أميركا اللاتينية وآسيويون وهنود"يدعمون حملته. واستفاد أوباما أمس من دعم كارولين كينيدي ابنة الرئيس الراحل جون كينيدي، والتي نشرت لها صحيفة"نيويورك تايمز"أمس، مقالاً عنوانه:"رئيس مثل والدي". وكتبت كينيدي:"لم أتعرف الى رئيس يلهمني كما يقول الناس ان والدي ألهمهم. لكن، للمرة الأولى، اعتقد بأننا وجدنا الرجل الذي يمكن ان يكون هذا الرئيس، ليس فقط بالنسبة اليّ، بل بالنسبة الى جيل جديد من الأميركيين". وأضافت:"نحتاج الى تغيير في قيادة هذا البلد، كما كنا تماماً نحتاج الى تغيير في عام 1960". وبعد ساوث كارولينا، انتقلت كلينتون الى ولاية تينيسي، حيث تتقدم في استطلاعات الرأي بفارق 14 نقطة، على ان تتوجه الى ولايات الغرب هذا الأسبوع، عشية انتخابات"الثلثاء الكبير"5 شباط الذي تقترع فيه 22 ولاية. وفيما سيعتمد تحديد الفائز بعدد المندوبين، والذي تتقدم فيه كلينتون الى الآن بفارق 83 مندوباً عن أوباما، سيحاول الأخير الاستفادة من زخم فوزه لإحداث قفزة في الولايات الكبرى. لكن كلينتون تتقدم في كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي وفلوريدا وبنسلفانيا، بسبب استقطابها الصوت اللاتيني بنسبة 4 في مقابل واحد لأوباما.