اكتسحت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون نتائج السباق الديموقراطي في ولاية ساوث كارولينا نهاية الأسبوع الماضي، وتقدمت بفارق خمسين نقطة مئوية عن السناتور بيرني ساندرز، أقرب منافسيها على لقب مرشح الحزب للرئاسة. وحصدت كلينتون بذلك زخماً كبيراً عشية «الثلثاء الكبير» غداً، وهو موعد التصويت في 12 ولاية في الانتخابات التمهيدية لنيل ترشيح الحزب للرئاسة. وعزز انتصار كلينتون في ساوث كارولينا ليل السبت، فرصها في حسم السباق الديموقراطي خلال أسابيع، مع تقدمها في معظم الولايات الكبرى واستفادتها من تأييد تحالف الأقليات والنساء، ما ساعدها في الفوز في ثلاث من أصل أربع محطات انتخابية. وحصلت كلينتون على 73.5 في المئة من الأصوات في ساوث كارولينا، في مقابل 26 في المئة لساندرز، وهذا أضخم فارق يسجله أي مرشح منذ بدء السباق هذا العام. وأهدت كلينتون فوزها الى الأقلية الأفريقية - الأميركية والتي صوتت بنِسَب فاقت تلك التي حصدها الرئيس باراك أوباما عام 2008، اذ فازت الاميركية الأولى سابقاً، ب86 في المئة من أصوات الأفارقة الأميركيين في مقابل 14 في المئة لساندرز، في ولاية 60 في المئة من ناخبيها الديموقراطيين من السود. وساعد كلينتون رصيدها الطويل في العمل ضد التفرقة العنصرية، ورصيد زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي وصفته الكاتبة توني موريسون بأنه «أول رئيس أسود»! وركزت كلينتون خطابها هذه المرة على قضايا انتهاكات الشرطة ضد السود وموقفها المناهض للأسلحة وتأييدها لإصلاحات النظام التعليمي وخلق وظائف وانهاء التفاوت العرقي في الخدمات الحكومية. كما ربطت سجلها بإنجازات أوباما على عكس ساندرز الذي انتقد بعضاً من رصيد الرئيس الأميركي. وبدت كلينتون واثقة في خطاب الفوز. وقالت: «غداً تنطلق هذه الحملة على المستوى الوطني»، في إشارة الى استحقاق غد الثلثاء والذي تتقدم في 11 من الولايات المشاركة فيه مقابل تقدم ساندرز في مسقط رأسه فيرمونت. وحاولت ضرب عصفورين بحجر في خطاب الفوز، منتقدة ساندرز وترامب، الاول لتركيزه الحصري على «وول ستريت»، والثاني لتمييزه بين الاميركيين. وقالت كلينتون من دون ان تذكر اسم ترامب: «رغم ما تسمعونه، نحن لسنا في حاجة الى جعل أميركا عظيمة مرة أخرى، لأن عظمة أميركا لم تنتهِ لتعود». وأضافت: «علينا ان نجعل اميركا شاملة وواحدة مرة أخرى، بدل بناء الجدران، علينا تمزيق العوائق». وتمهد نتائج كارولينا الجنوبية وأرقام الاستطلاعات ل «الثلثاء الكبير»، لمواجهة بين كلينتون وترامب في الانتخابات العامة. الا ان الجمهوريين يحاولون بكل السبل، وقف ترامب بسبب خطابه المعادي للأقليات ما يعزز احتمال خسارته امام كلينتون في الجولة الحاسمة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ويعول بعض الجمهوريين على تسجيل السناتور مارك روبيو مكاسب غداً خصوصاً في ولايات الجنوب وفي فيرجينيا، وفوز السناتور تيد كروز في ولاية تكساس، في محاولة لصد ترامب. غير أن رجل الأعمال الأميركي يتقدم في معظم استطلاعات الولايات عدا تكساس، وسيكون أمام الامتحان الأكبر الثلثاء، وإما ان يفرض تقدمه على منافسيه الجمهوريين او يضطر الى خوض معركة طويلة مع روبيو وكروز.