إلى أصدقائي الذين تنادوا لتكريمي فضاعف حديث التكريم الاكتئاب في نفسي -1- الهواء مريضٌ وصدري ورائحةُ الياسمين وصوتُ المغني الذي كنت أعشقه، والكلام مريضٌ وكل القصائد شاحبةٌ كوجوه الأحبةِ والأصدقاء. -2- تشرق الشمسُ خارجَ نفسي فلا ألتقيها كما كنتُ أفعل من قبل لا يتسرب ماءُ أشعتها لشرايين روحي كما كان يفعلُ من قبل أيَّام كنا صديقين لكنها -الآن- تغرب داخل نفسي فتزداد روحي أسىً حامضاً وقتامهْ. -3- أمن داخل النفس يزحف ليل الكآبةِ ينشر أوجاعَه في الجهات البعيدة؟ أم أنّ ليلَ الكآبةِ يأتي إلينا من الآخرين ? الجحيم فيسقطنا فوق أشلائنا ثم يجري وقد حفرت يدُه في الصدور ظلالَ الندامه. -4- كيف أشكو إلى الكلمات اغترابي ونار اكتئابي؟ وكيف أنام على شوك حزني وصوت أنيني وماء حنيني؟ وكيف أطالع وجهَ السماء الذي كان أزرقُهُ يفتن الروح يأخذني في مداه العميق العميقْ؟! -5- سأعود لنفسي وأسألها ويدي تتوكأ أوردةَ الكلمات أمن عطبٍ تضجر الروح تسقط أوراقها في خريفٍ من العمر؟ أم من تفاصيلَ جارحةٍ تتراكم في القلب حتى حدود القطيعة والإنفجار؟! -6- بَرْدُ في أول الليل كابوسُ في آخر الليل بين الكوابيس والبرد يحملني جسدي كل يوم إلى النوم ثم يعود معي كي نفتشَ في المهملات عن الحب والخوف والذكريات القديمه. -7- أنقذيني فقد طفحَ الحزن واختلّ وزنُ الزمان أنقذيني فإني لجأتُ إليك رأيتُ وميضاً من النور يغشى الحروف التي صَنَعتْ من عناقيدِ عينيك أغنيةً فقصيدة ! -8- مشمساً كان وجه الصباحات يغسل صدر المدينة، أسواقَها وفنادقَها والطريقُ يضيء بماء الظهيرة كيف تلاشى الجمال وصرتَ تراها بعينين ذابلتين وقد أفَلَتْ واحتواها الوجوم!! -9- ربِّ، لا الشعر أنقذ روحي من الاكتواء ولا الأصدقاءُ أعادوا لنفسي براءتها لا ولا ما على الأرض من شجرٍ، وجبالٍ، وبحرٍ فكنْ منقذيِ أنت من شرِّ نفسي وصحبي ومن نازلات الكآبة.