فرضت قوات الامن العراقية اجراءات امنية مشددة حول مقرات المراجع الشيعية في النجف منذ مساء امس بعد تعرض ممثل آية الله علي السيستاني في كربلاء لمحاولة اغتيال، فيما ذكرت مصادر أن انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يفرون من مدن الجنوب الى النجف بعد حملة اعتقالات في صفوفهم خصوصاً في البصرة والديوانية. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن قائد شرطة محافظة النجف اللواء عبدالكريم مصطفى ان"قوات الامن العراقية تنفذ اجراءات امنية في اقصى حالات الانذار في مناطق متفرقة من النجف". واضاف ان"قواتنا انتشرت بأعداد كبيرة في مناطق متفرقة خصوصاً حول المدينة القديمة حيث مرقد الامام علي بن ابي طالب ومكاتب مراجع الدين الشيعة الكبار". واشار مصطفى الى ان"هذه الاجرات جاءت على خلفية ورود معلومات استخباراتية تتحدث عن وجود مجموعات ارهابية تحاول زعزعة الامن في المدينة وزرع الفتنة من خلال استهداف مرقد الامام علي ومكاتب المراجع في المدينة". وتضم المدينة القديمة وسط النجف مكاتب المراجع الكبار وابرزهم السيستاني. ونجا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الوكيل الشرعي للسيستاني في كربلاء، الجمعة من محاولة اغتيال ادت الى مقتل اثنين من مرافقيه واصابة آخرين بجروح. وجاءت هذه العملية بعد اقل من اسبوع من المواجهات في البصرة والناصرية التي اندلعت في وقت واحد عشية ذكرى عاشوراء بين قوات عراقية وعناصر جماعة تؤمن بظهور وشيك للإمام المهدي ويقودها رجل دين يدعى احمد حسن البصري وملقب باليماني. في غضون ذلك، يتوافد الى مدينة النجف عدد كبير من عناصر"جيش المهدي"التابع للصدر، من مدينتي البصرة والناصرية في اعقاب حملة اعتقالات في صفوفهم شملت ايضاً عناصر جماعات شيعية اخرى على خلفية المواجهات المسلحة التي شهدتها البصرة والناصرية. وقال القيادي في"جيش المهدي"في الديوانية محمد ناصر ل"الحياة"ان"عشرات العائلات فرت من الديوانية الى النجف بعد عمليات اعتقالات ومداهمات لاتباع الصدر"مشيراً الى ان"المئات يقبعون في سجون الديوانية ويخضعون لأبشع اساليب التعذيب"، مضيفاً ان"العائلات الفارة تسكن الآن في مناطق نائية في النجف لا تصلح للسكن وتفتقر الى ابسط مستلزمات العيش". وذكر رحيم الموسوي احد القادمين من البصرة ل"الحياة"ان"قوات الامن في البصرة تنفذ حملة اعتقالات واسعة لانصار الصدر بحجة انتمائهم الى الحركات المهدوية". الى ذلك اعلن الناطق باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي ان مسلحين مجهولين اغتالوا ليل أول من أمس أحد قياديي التيار وإمام الجمعة في حي الجمعية شمال النجف الشيخ ياسر المظفر أمام منزله. واعتبر ان اغتيال المظفر"يأتي ضمن سلسلة لتصفية رموز التيار الصدري ورجال الدين فيه". من جهة أخرى، قال العبيدي إن"مقتدى الصدر سيعلن خلال اسبوعين موقف التيار الصدري من استمرار تجميد جيش المهدي او وقفه".