سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إغتيال ضابط لعب دوراً في تحقيقات اللجنة الدولية ... وسليمان يتصل بالأسد ... وموسى يؤكد تأييد سورية . صيغة المثالثة مسلسل التفجيرات يضرب لبنان مجدداً ... والملك عبدالله يتمسك بالمبادرة العربية
تلقى لبنان ضربة أمنية مؤلمة أمس في إطار المسلسل الدموي الذي يستهدف رجالاته، باغتيال أحد الضباط المهمين في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، الرائد وسام عيد، في التفجير الرابع عشر الذي وقع أمس في سياق التفجيرات التي شهدها البلد ضد سياسيين وإعلاميين وأمنيين منذ الأول من تشرين الأول اكتوبر 2004. راجع ص 7 و8 ولم يكن قد مضى 43 يوماً على اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الشهيد فرانسوا الحاج في 12 كانون الأول ديسمبر الماضي والذي كان مرشحاً لخلافة قائد الجيش العماد ميشال سليمان في حال انتخاب الأخير لرئاسة الجمهورية، حتى طاول العقل الشيطاني الضابط عيد، المسؤول عن المكتب الفني وتحليل الاتصالات في فرع المعلومات في قوى الأمن، وذلك بتفجير سيارة مفخخة فيما كان ماراً بسيارته بعيد العاشرة صباحاً عند أحد مداخل بيروتالشرقية الجنوبية، الذي يعج بالسيارات والمارة ومكاتب الشركات. فقضى الانفجار الضخم الذي قدرت المعلومات الأولية أنه نجم عن 50 كلغ من ال"ت ان ت"، عليه وعلى سائقه المعاون أسامة مشهور مرعب، فتحولا الى أشلاء فيما لم يبق من السيارة التي كانا يستقلانها سوى أحد إطاراتها بعد أن تحطمت وعجن عصف العبوة الناسفة حديدها. واستشهد الى جانبهما مدنيان جثة أحدهما مشوهة فيما جرح زهاء 41 مدنياً آخرين إصاباتهم بين خطرة وبليغة وطفيفة. ووقعت الجريمة الجديدة فيما تتكثف الاتصالات في إطار مساعي معالجة أزمة الفراغ الرئاسي اللبناني عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة للاستماع الى تقرير الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول مهمته في لبنان لتنفيذ خطة الحل العربي للأزمة. وبحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال اجتماعه ورئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة، في مزرعة خادم الحرمين في الجنادرية بعد ظهر أمس، الأزمة في لبنان والدور الذي تتولاه جامعة الدول العربية في هذا الشأن. كما تلقى إتصالا من العاهل الاردني عبدالله الثاني تناول التطورات العربية. وأفادت"الوكالة الوطنية للأنباء"اللبنانية الرسمية أن البحث تناول ما"واجهته المبادرة العربية من عوائق". وقال السفير اللبناني في الرياض مروان زين لوكالة"فرانس برس"ان خادم الحرمين"أكد دعم المملكة للبنان وللتوافق بين جميع اللبنانيين، كما أكد التمسك بالمبادرة العربية التي اجتمع عليها العرب ووافقت عليها كل الدول العربية وفق البرنامج المطروح والقاضي بانتخاب العماد ميشال سليمان كرئيس في أسرع وقت". وحصلت"الحياة"على نسخة من تقرير موسى والذي وزعه على وزراء الخارجية العرب لبحثه غداً وهو يتضمن عرضاً لزيارتيه الى بيروت في 9-1 و16-1-2008، واللتين شملتا دمشق ولقاءه مع الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، فضلاً عن تفاصيل لقاءاته وحواراته في بيروت ومواقف الفرقاء من خطة الحل العربي ونتائجها. وشدد موسى على احتدام الخلاف بين الأكثرية والمعارضة حول حكومة الوحدة الوطنية، وأوضح انه قدم"اقتراحاً للتفكير فيه بإعطاء الأكثرية 13 وزيراً والمعارضة 10 ورئيس الجمهورية 7، داعياً الى تفاهم سياسي بين الفريقين"يمنحهما ضمانات وتطمينات متبادلة". وقال ان الأكثرية وافقت على هذا الاقتراح من حيث المبدأ. وكشف موسى انه ابلغ الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله أن اصرار المعارضة على الحصول على الثلث +1 فكرة سلبية لا تنسجم مع توجه المبادرة العربية، لكن نصر الله عاد فأبدى استعداداً للقبول بتوزيع الحصص على أساس 10+10+10، أو أي صيغة يتوافق عليها حليفه زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون وزعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري. وكشف موسى أيضاً"ان سورية ترى ان صيغة المثالثة هي المنطقية", وانها"لا تقبل بممارسة الضغوط عليها من باب الأزمة اللبنانية". وان العماد سليمان المرشح التوافقي للرئاسة وفق نص الخطة العربية أكد رفضه"لأي ضغوط من قبل الأكثرية او المعارضة وانه يتعهد ألا ينحاز الوزراء الذين سيختارهم الى أي من الفريقين وان هذا التعهد الوحيد الذي يمكن ان يقدمه للفريقين". وقال موسى في تقريره انه اقترح ان تصدر قرارات مجلس الوزراء بتوافق الآراء في ما يتعلق بالمواضيع الأساسية المنصوص عنها في المادة 65 من الدستور بدلاً من أن تصدر بموافقة ثلثي أعضاء الحكومة. وأشار موسى الى ما تتناقله الأنباء عن الاستعدادات لنقل المواجهة الى الشارع. وفيما ذكرت"الحياة"أمس ووسائل إعلام أخرى ان سورية اقترحت على فرنسا البحث عن مشرح توافقي آخر غير العماد سليمان نظراً الى ان بعض حلفاء دمشق في المعارضة يعترضون عليه، أجرى العماد سليمان اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأسد وبالقيادة العسكرية السورية أمس، مؤكداً خلالهما"استمرار التواصل الأخوي والتنسيق بين البلدين والجيشين الشقيقين"كما جاء في بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه. ولاحقاً التقى العماد سليمان الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري، وبحث معه في الأوضاع العامة في لبنان والعلاقات اللبنانية - السورية، كما استعرضا مضمون الاتصالين. وكان الانفجار الذي هز صباح أمس العاصمة وضواحيها، وأدى الى استشهاد الرائد عيد وسائقه ومواطنين، أضاف الى تشاؤم اللبنانيين من إطالة أمد الفراغ الرئاسي وإغلاق على الحكومة، مزيداً من السوداوية والقنوط. واثارت الجريمة ردود فعل مستنكرة عارمة، لم تسلم من التجاذب السياسي في البلد. وكان الضابط عيد تعرض لمحاولة اغتيال قبل زهاء سنتين، بإلقاء قنبلة يدوية على باب منزله بعد أن قرع الجناة الباب، لكن عيد نجا لتحوطه إزاء هذه المحاولة. وهو أصيب أثناء المواجهات في شارع المئتين في طرابلس مع تنظيم"فتح الإسلام"، وكان لعيد دور في التحقيقات في العمليات الإرهابية والتفجيرات في لبنان كما أعلن المدير العام لقوى الأمن اللواء أشرف ريفي الذي زار مسرح الجريمة. وتردد ان لعيد دوراً في التحقيقات التي تجريها اللجنة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وسائر الجرائم الأخرى المرتبطة بها. وهي ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها فرع المعلومات في قوى الأمن، إذ نجا المقدم سمير شحادة، نائب رئيس الفرع في 5-9-2006 من تفجير عبوات ناسفة في موكبه فقتل 4 مرافقين له كانوا يتبعونه في سيارة ثانية. وهو كان له دور أيضاً في التحقيقات في اغتيال الحريري وغيرها من الجرائم أيضاً. وعم الغضب بلدة دير عمار الشمالية مسقط الضابط عيد، فقطع أهاليها الطريق الدولية التي تربط الشمال بسورية، وأعادت القوى الأمنية فتحها. وعمت الإدانات الوسط السياسي وأصدر السنيورة مذكرة بإعلان الحداد الوطني اليوم، استنكاراً لاغتيال الشهيد الرائد وسام عيد ورفاقه الشهداء من مدنيين وعسكريين. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جنيف ب"الهجوم الإرهابي"في لبنان، وقال ان هذا الهجوم"يجب ألا يضعف أمن لبنان واستقراره وسيادته". وكرر نداءه الى اللبنانيين كي يستمروا في"ردع من كان وراء هذا الهجوم والهجمات الأخرى، وان يقدموا للعدالة". وقدمت فرنسا مشروع قرار الى مجلس الأمن يدين"الهجوم الإرهابي"، ويشدد على أهمية"تقديم منفذيه ومنظميه ورعاته الى العدالة"، والإصرار على دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد وتعهداتها. ودان البيت الأبيض"بشدة التفجير الإرهابي"، وقالت المتحدثة باسمه دانا برينو ان هذا التفجير"هجوم شنه الذين يسعون الى تقويض مؤسسات لبنان والعملية الديموقراطية، وزيادة تأخير اختيار رئيس لبناني جديد". كما دان مصدر إعلامي سوري مأذون له، الانفجار معتبراً ان"من وراء هذه التفجيرات هم أعداء لبنان". وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط انه يخطئ من يتصور أن الاغتيالات ستحسم الأزمة السياسية لمصلحته ولن تؤدي إلا الى المزيد من الإصرار العربي والدولي على إنهائها". وأعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين ان موسكو على ثقة بأن ما جرى يدل على"خطر الفراغ المتواصل في السلطة الرئاسية في لبنان". وأضاف:"المشاورات حول انتخاب رئيس جديد وفق مبدأ توافقي، طالت واستغلت القوى الهدامة هذا الوضع. إن المماطلة المتواصلة في معالجة هذه القضية المركزية غير مقبولة، ويجب وضع حد لعدم الاستقرار وإفلات الارهابيين من العقاب". ورأت الخارجية الفرنسية ان اغتيال الضابط عيد"استهداف لمؤسسة مهمة لاستقرار لبنان وأمنه".