شارك أكثر من مليون لبناني أمس في احياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في ساحة الشهداء وسط بيروت، فيما كان أكثر من 500الف آخرين ينتظرون على الطرقات المؤدية الى بيروت للوصول إلى الساحة". وغصت ساحة الشهداء والطرقات المحيطة بها بالمشاركين الذين كانوا يلوحون بالأعلام ويرفعون صور الحريري. وأكد سعد الحريري احد اقطاب الأكثرية النيابية في كلمته أمام الشحود الهائلة ان "لا قيمة" للقمة العربية التي ستعقد في دمشق اذا لم يتم انتخاب رئيس للبنان. وقال الحريري في كلمة ألقاها من وراء زجاج واق نصب على منصة في ساحة الشهداء "نقول لكم سيكون لنا رئيس ولا قيمة لقمة عربية من دون رئيس في لبنان". وهاجم الحريري بعنف النظام السوري الذي تتهمه الأكثرية بالضلوع في الاغتيالات وهو ما تنفيه دمشق، مشبها المساعي السورية بمساعي اسرائيل لتدمير لبنان في الحرب العدوانية التي شنتها صيف عام 2006على حزب الله. وقال "اعداء لبنان ما زالوا يحاولون اغتيال لبنان كما حاول العدو الإسرائيلي اغتياله في حرب تموز (يوليو)".وأضاف "المحاولة نفسها تارة من اسرائيل وتارة وبل مرات من المنتج الإسرائيلي الذي يسمى نفسه نظاما في دمشق" مستعيدا بذلك عبارة "المنتج الإسرائيلي" التي سبق لدمشق ان وصفت بها قادة الأكثرية.وقال "يحاول (النظام السوري) اليوم تنفيذ حلم العدو الإسرائيلي بجر المقاومة (اي حزب الله) الى حرب اهلية". وشدد الحريري على اولوية انتخاب رئيس للبلاد وقال "تعودون الى هذه الساحة تحت الشتاء لتمنعوا مرة جديدة محاولة اغتيال لبنان ولتقولوا بأعلى الصوت نريد رئيسا للجمهورية". وأضاف "نريد العماد ميشال سليمان (قائد الجيش) رئيسا توافقيا لجمهورية لبنانية سيدة حرة عربية مستقلة". وشدد الحريري على ابقاء يد الحوار ممدوة للمعارضة لحل الأزمة. وقال "نحن مصممون على انتخاب العماد سليمان رئيسا لفتح مرحلة جديدة من التوافق والحوار والتعاون لصالح الوطن". وأضاف "نقول لكل شركائنا في الوطن بدون استثناء يدنا كانت ممدودة وستبقى ممدودة مهما بلغت العقوبات". من ناحيته، شدد رئيس الجمهورية السابق امين الجميل، على اولوية انتخاب رئيس للبلاد. وقال الجميل من خلف الزجاج الواقي للمنصة "قريبا سننتخب رئيسا جديدا للجمهورية توافقيا هو العماد ميشال سليمان لنحافظ على الدور المسيحي في البلد". وأكد على "التضامن مع المبادرة العربية" لحل الأزمة المستمرة منذ اكثر من عام بين الأكثرية والمعارضة وقال "اظهرنا كل التجاوب وبالمقابل ووجهنا بالابتزاز امام كل تسهيلاتنا" مشددا على ان الأكثرية "لن تسمح ان تمر الخيارات الغريبة عنا على حساب استمرارنا وان يمر النظام الشمولي بديلا عن نظامنا الديموقراطي". من ناحيته شدد سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية في حزب (القوات اللبنانية) على انجاز المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري وقال "كنا نقول المحكمة آتية واليوم نقول المحكمة اتت" في اشارة الى قرب استكمال استعدادات بدء عملها وفق المصادر الدولية. وانتقد المعارضة التي تدعمها سورية وايران بعنف وقال "لا لخيمكم لا لفوضاكم لا لغوغائيتكم لا لتعطيلكم لا لتهديدكم ووعيدكم". وجدد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أمام الجماهير هجومه العنيف على سورية وإيران اللتين تدعمان المعارضة اللبنانية. وحذر "الاستسلام والتخلي امام النظام السوري والعصابات الملحقة به من اجل تمرير انعقاد القمة" العربية المتوقعة في اواخر مارس (آذار) في دمشق. وأضاف "في اللحظة التي قد ينتاب احدنا الخوف والشك والتردد بأن التسوية ممكنة على شروط الاجرام، في اللحظة التي قد ينتخب فيها رئيس للبلاد مع ثلث معطل (في الحكومة) مع ثلث الاجرام السياسي والاغتيال، في اللحظة التي نتخلى فيها عن رئاسة الوزارة لغير نهجك تكون لحظة (...) تسليم لبنان الى ريف دمشق والتخلي عن الطائف، لحظة الاستسلام امام الشر الأسود السوري الإيراني" - على حد تعبيره -.وفي اشارة الى اغتيال المسؤول في حزب الله عماد مغنية الثلاثاء في دمشق قال جنبلاط "ما حدث بالأمس في دمشق انهم ينهشون بعضهم". دولياًجددت الولاياتالمتحدة التأكيد الخميس على "دعمها الكامل" للبنانيين الذين يناضلون من اجل دولة "قوية وديموقراطية". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك للصحافيين "اليوم هو ذكرى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري". واضاف "هذا الامر يذكر العالم بأسره وكذلك اللبنانيين بالتضحيات التي قدمها كثيرون من الناس في العالم وفي لبنان من اجل بناء دولة قوية وديموقراطية". واوضح "انه ايضا تاريخ ننتهزه كي نقول للبنانيين اننا ندعمهم كليا واننا نقف الى جانب اولئك الذين يريدون بناء لبنان افضل ولبنان حر ولبنان ديموقراطي مستقل وحر من اي تدخل اجنبي". من جانبها وجهت فرنسا الخميس تحية الى رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، مشيرة الى ان معركته من اجل وحدة لبنان واستقلاله "حاضرة اكثر من اي وقت مضى". وصرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيان ان الحريري "جسد معركة لبنان المحقة من اجل استقراره ووحدته وسيادته واستقلاله". وقال "هذه الاهداف ما زالت حاضرة اكثر من اي وقت مضى وستواصل فرنسا والمجتمع الدولي الوقوف الى جانب لبنان لتحقيقها". واعلن كوشنير عن احراز "تقدم مهم" في انشاء المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الحريري، وهو ما "يؤكد ان العملية لم يعد بالامكان التراجع عنها".