غزا المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأميركية ولاية فلوريدا أمس، استعداداً لمعركة حاسمة أول الأسبوع في اطار الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح حزبهم، فيما ساد الارتباك والضياع داخل الحزب. وبعد خروج ممثل هوليوود فرد تومبسون من السباق، نأى المرشحون الأربعة الآخرون بأنفسهم عن الرئيس الحالي جورج بوش. وفي المعسكر الديموقراطي، نقلت السناتور هيلاري كلينتون معركتها الى ولايات الغرب، في ضوء تسليم حملتها بفوز السناتور باراك أوباما في ولاية ساوث كارولينا السبت. وتحدثت مجلة"نيوزويك"عن حال ارتباك وضياع في صفوف الجمهوريين، وعدم اقتناع ناخبيهم بالمرشحين الحاليين وقلة حماستهم للمشاركة في الانتخابات. وعكست هذه الحال، استقطاب الديموقراطيين ضعف عدد الناخبين في الولايات الأخيرة، وتصدرهم على الجمهوريين في مجموع التبرعات والذي ناهز لدى الديموقراطيين ال300 مليون دولار فيما اقتصر على 168 مليوناً لدى منافسيهم. وعزت"نيوزويك"هذه الحال الى أداء ادارة بوش وخذلها الطبقة المعتدلة في الحزب بسياستها الخارجية والاقتصادية الى جانب القاعدة الحزبية من الإنجيليين المستاءة من عدم دعم بوش القضايا الاجتماعية التي تهم ناخبيها. وعلى رغم تقدم ماكاين بفارق ضئيل في فلوريدا، يتقاسم كل من حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني وحاكم أركنساو سابقاً مايك هاكابي وعمدة نيويورك السابق رودولف جولياني الأصوات هناك. ويفهم رومني، الذي يأتي من خلفية اقتصادية كمدير أعمال، الهم المعيشي في الولاية، فيما يحاول هاكابي الاستفادة من خروج تومبسون لحشد أصوات الإنجيليين وراءه. ويحاول مرشحو الحزب ابقاء مسافة من الرئيس بوش مع تجنب انتقاده في الوقت ذاته، ونظراً إلى حال الاستياء من أداء البيت الأبيض هناك. وكتب هاكابي في مجلة"فورين أفيرز"أنه لا يخوض السباق كمرشح"لولاية ثالثة عن جورج بوش". وانتقد السياسة الأميركية الخارجية"المتعجرفة"التي اتبعتها الادارة. بدوره اثنى رومني في حملاته الانتخابية على أداء الرئيس بوش الأب من دون ذكر الرئيس الحالي. وسيكون الصوت اللاتيني هاماً في فلوريدا، خصوصاً الأقلية الكوبية المعارضة لفيدل كاسترو هناك. وتحبذ هذه الأقلية رصيد جولياني المتشدد في الأمن القومي، فيما سيعمد رومني الى جذب بعض الأصوات باستخدام علاقته المقربة من حاكم فلوريدا السابق وشقيق الرئيس الحالي جيب بوش. من جهتهم يستفيد الديموقراطيون من واقع الجمهوريين في السباق وتردي شعبية بوش، ولا يوفرون فرصة لانتقاده في تجمعاتهم الانتخابية. وفيما بدا تسليماً ضمنياً بفوز أوباما في ساوث كارولينا السبت، نقلت كلينتون حملتها الى ولايات فلوريدا ونيو مكسيكو وكاليفورنيا، وخفضت التوقعات من نتائج معركة ساوث كارولينا. وأطلقت حملتها اعلانات تعكس التصريحات المتناقضة لأوباما حول موضوع التأمين الصحي، وانتقاده قيادة الحزب الديموقراطي في واشنطن. وساهمت الحملة الاعلامية ضد أوباما وتصريحات الرئيس بيل كلينتون الى نزع هالة المثالية التي رافقت أوباما طوال السباق ومنحته فوزاً في أيوا، وعاد الى السباق اليوم بصورة سياسي كمنافسيه كلينتون والسناتور السابق جون أدواردز.