تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في تبيليسي، تلبية لنداء المعارضة أمس، يوم تنصيب الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي لولاية ثانية. وأعلن أحد قادة المعارضة كونستانتين غمساخورديا للحشود:"علينا ان نواجه المهزلة التي تجرى في شارع روستافيلي"في إشارة الى حفل تنصيب الرئيس الجورجي. وقال"لن نتخلى عن معركتنا". وأكدت المعارضة ان مئة الف شخص شاركوا في التظاهرة التي جرت في ميدان سباق الخيل في العاصمة في حين قدرت وكالة انترفاكس الروسية عددهم بنحو خمسين الفا. وقال غمساخورديا ان"المعارضة موحدة"، مؤكداً:"سنفوز بالانتخابات التشريعية في أيار مايو". وأفادت النتائج الرسمية بأن ساكاشفيلي فاز بنسبة 53 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أجريت في الخامس من الشهر الجاري. وادى ساكاشفيلي أمس اليمين الدستورية ليتولى بذلك ولاية رئاسية ثانية، مدتها خمس سنوات، على رأس هذا البلد الصغير الذي يحتل موقعاً استراتيجياً في القوقاز. وقال ساكاشفيلي أمام مبنى البرلمان:"التزم أمام الأمة والله بحماية الدستور الجورجي". وقدمت الرئيسة بالوكالة نينو بوردجنادزه تهانيها لساكاشفيلي لفوزه بالانتخابات. وقال زعيم المعارضة ليفان غتشيتشيلدزه، الذي حل ثانياً في الانتخابات بنسبة 25 في المئة من الأصوات، في تصريح متلفز:"نريد التشكيك وطنياً في تنصيب ساكاشفيلي". وبعد أداء اليمين, القى الرئيس الشاب 40 سنة خطاباً أمام آلاف من أنصاره وحكام أجانب في البرلمان. ثم حضر عرضاً عسكرياً شارك فيه آلاف الجنود الى جانب دبابات وقطع مدفعية ثقيلة حلقت فوقها طائرات مقاتلة. وأعلن ساكشفيلي:"أجرينا الانتخابات الأكثر ديموقراطية في تاريخ جورجيا وبهذا الاقتراع اخترتم وحدة جورجيا وتنميتها الديموقراطية". واكتسب ساكاشفيلي سمعة الرئيس الديموقراطي في الغرب, لكنها تأثرت سلبا في تشرين الثاني نوفمبر، حين فرقت السلطات بعنف سلسلة تظاهرات وأغلقت قناة تلفزيونية معارضة وأعلنت حال الطوارئ. ودعا الرئيس عندها الى انتخابات مبكرة في محاولة لتجميل صورته. لكن رئيس مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تحدث عن عمليات تزوير في فرز الأصوات. وعلى رغم الشكاوى التي تقدم بها المعارضون, اعترفت غالبية دول المنطقة بالنتائج الرسمية, وبينها روسيا التي سبق ان انتقدت الانتخابات. وتمثلت روسيا في مراسم أمس، بوزير خارجيتها سيرغي لافروف. وشهدت العلاقات بين جورجياوروسيا تدهوراً كبيراً، منذ تولي الرئيس الموالي للغرب ساكاشفيلي السلطة عام 2004، وخصوصا انه يتطلع الى ضم بلاده الى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وأعرب الرئيس المنتخب عن أمله بتحسين التعاون مع موسكو خلال ولايته الثانية. وبين رؤساء الدول الحاضرين البولندي ليخ كاتشينسكي ونظيره الروماني تراين باسيسكو. ويتقن ساكاشفيلي خمس لغات, وعرف خارج بلاده خلال ثورة الورود عام 2003. ويعود اليه الفضل في إخراج بلاده من الفوضى الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي. وعلى رغم ان المعارضة تؤيد توجهه الموالي للغرب, لكنها تتحفظ عن ميوله السلطوية وعدم اهتمامه بالجورجيين الذين أفقرتهم إصلاحات اقتصاد السوق. وستشهد جورجيا انتخابات اشتراعية في الربيع المقبل.