تبليسي - رويترز - أكد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أمس، إنه لن يرضخ لمطالبة المعارضة بتنحيه، في وقت استمر لليوم الثاني على التوالي تظاهر حوالى 60 الف شخص في شوارع العاصمة تبليسي، للاحتجاج على «قمعه إصلاحات ديموقراطية كان وعد بها بعد الثورة الوردية عام 2003، وإقحام البلاد في حرب كارثية مع روسيا العام الماضي». ودعا ساكاشفيلي إلى الحوار مع المعارضة و «الذي لا بديل منه الى جانب الوحدة السياسية، تمهيداً لتقاسم المسؤوليات»، علماً ان جورجيين كثيرين يشعرون بالسأم من التشاحن السياسي في العاصمة، ويتعاطفون مع دعاوى الحكومة الى الاستقرار، في ظل الأزمة العالمية التي اعلن صندوق النقد الدولي إن تأثيرها على جورجيا سيكون أعمق مما اعتقد في البداية. ويقول محللون إن «الحركة الوطنية المتحدة الحاكمة التي ينتمي إليها ساكاشفيلي ما زالت تحتفظ بدعم قوي، على رغم انشقاق حلفاء كبار كثيرين عنها، وتكرار التعديلات الوزارية»، في حين يشككون في وحدة المعارضة وقدرتها على القيادة، ومستوى التأييد الذي تتمتع به خارج العاصمة تبليسي. وفيما يراقب الغرب عن كثب احتمال تكرار الإجراءات الصارمة التي فرضت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، حين أطلقت الشرطة غازاً مسيلاً للدموع ورصاصاً مطاطياً لتفريق أكبر تظاهرة مناهضة لساكاشفيلي، اعلن وزير الداخلية فانو ميرابيشفيلي ان قوات الامن ستحمي المباني الحكومية الأكثر أهمية، وستحافظ على القانون والنظام في العاصمة، فيما لن تتعامل مع المتظاهرين «إلا في الضرورة القصوى». وقال: «نسعى الى تفادي الانجرار الى العنف، لذا تقيدنا بحماية المباني الحكومية التي سنركز على امنها فقط، كي لا نمنح جماعات المعارضة أي ذريعة لافتعال مواجهات خطرة»، علماً ان مئات من قوات مكافحة الشغب تمركزوا فجر اول من امس امام مبنى البرلمان. وقضى عشرات من المتظاهرين الليل أمام البرلمان، وأغلقت سيارات متوقفة وحواجز معدنية شارع روستافيلي وسط العاصمة. وقال المتظاهر تيمور نيزارادزه (68 سنة): «ساكاشفيلي وإدراته وضعا البلاد في موقف حرج، بعدما ارتكب اخطاء كثيرة لضمان البقاء في السلطة حتى عام 2013». وأضاف «ضعفت معنويات السكان، وتشعر الامة كلها بالقلق»