دعا الرئيس الجورجي الجديد ميكائيل ساكاشفيلي موسكو إلى سحب قواعدها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، وذلك في أول تصريح له بعد الفوز الساحق الذي حققه في الانتخابات الرئاسية أكثر من 95 في المئة من الأصوات. وقوبلت النتائج بارتياح أميركي وصمت من جانب الكرملين. وأعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات في جورجيا أن النتائج الأولية تشير إلى حصول ساكاشفيلي على نحو .896 في المئة من أصوات الناخبين. وأشارت اللجنة إلى أن درجة الإقبال على صناديق الاقتراع فاقت 83 في المئة في مختلف المناطق الجورجية، وهي أعلى نسبة مشاركة تشهدها جمهورية سوفياتية سابقة. وذكر ناطق باسم اللجنة أن أي مخالفات كبيرة لم تسجل خلال التصويت. وتضاربت ردود الفعل على نتائج الانتخابات. وابدت واشنطن ارتياحها. ووصف السفير الأميركي في تبيليسي ريتشارد مايلز سير العملية الانتخابية بأنها كانت "حرة وديموقراطية". وقال ميلز الذي يوصف بأنه مهندس "الثورة المخملية" التي أطاحت الرئيس إدوارد شيفاردنادزه، إن النصر الذي حققه ساكاشفيلي "لا يثير أي شكوك لديه". من جهته، قابل الكرملين نتائج الانتخابات الجورجية بالصمت. ولم يصدر عن موسكو تعليق رسمي على فوز ساكاشفيلي المعروف بولائه للغرب، فيما أعرب مسؤولون روس عن أملهم في أن يتبع الرئيس الجورجي الجديد سياسة أكثر توازناً. وانتقد نائب رئيس البرلمان الروسي إيفان ميلنيكوف الموقف الأميركي. وقال إن معايير الديموقراطية بالنسبة إلى واشنطن تتحدد وفقاً للمصالح الأميركية. ووصف الانتخابات في جورجيا بأنها كانت "إجراء شكلياً هدف إلى تنصيب ساكاشفيلي رئيساً"، مشيراً إلى أنه لم يواجه منافساً جدياً على مقعد الرئاسة. واعتبر سياسيون روس أن فوز ساكاشفيلي سيسفر عن تصعيد المواجهة مع الولاياتالمتحدة في منطقة القوقاز، ولفتوا إلى أن الرئيس المنتخب دعا في أول تصريح له بعد فوزه، موسكو إلى التخلي عن فكرة الوجود العسكري الدائم في جورجيا حيث تحتفظ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي بقاعدتين عسكريتين. وكان هذا الملف واحداً من القضايا الخلافية بين الطرفين خلال السنوات الماضية. وترفض موسكو سحب قواتها قبل الحصول على ضمانات لأمن مناطقها الجنوبية، خصوصاً بعدما نشطت المقاومة الشيشانية انطلاقاً من جورجيا. ودعا ساكاشفيلي في حديث لصحيفة "دي فيلت" الألمانية أمس، موسكو إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده. وقال إنه "يتعين على روسيا أن تؤكد لنا أنها لن تتدخل في شؤوننا، لكن لسوء الحظ فإن الحال ليس كذلك حالياً". وأضاف: "لهذا السبب فإن جورجيا ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية"، مشيراً إلى "الدور المحوري" للتعاون مع حلف شمال الأطلسي في هذا المجال. ونفى الرئيس الجديد لجورجيا أن تكون حركة الاحتجاج الواسعة التي أسفرت عن استقالة الرئيس السابق "انقلاباً موالياً للأميركيين" وهو التعبير الذي كان مراقبون روس أطلقوه على ما عرف ب"الثورة المخملية". ووصف ساكاشفيلي المجموعة التي قادت الحركة المعارضة بأنها ذات "توجه أوروبي وقيم غربية".