حولت لاس فيغاس صالات كازينواتها واماكن ألعاب اللهو والاستعراضات الفنية اليوم الى مراكز اقتراع ورهانات من نوع آخر، يتناول المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والذين وصلوا الى ولاية نيفادا في ظل أجواء ساخنة بين الديموقراطيين السناتور هيلاري كلينتون ومنافسها باراك أوباما، فيما سادت حال ضياع لدى الجمهوريين الذين يخوضون معركة أخرى في كارولينا الجنوبية بين المعتدلين المؤيدين للسناتور جون ماكاين والانجيليين المؤيدين للمرشح مايك هاكابي. وبعد أسابيع من الجدل الحاد بين كلينتون وأوباما، أوصلته حملة سيناتور نيويورك الى السلطات القضائية، اعتراضا على فتح صالات الكازينوهات في لاس فيغاس للانتخاب، وتفاديا لاعطاء أفضلية لعمالها على باقي الناخبين. لكن المحكمة الفيديرالية هناك قررت السماح بفتح تسعة كازينوهات أمام الناخبين. وذلك في سابقة في الانتخابات الأميركية، إذ جرت الانتخابات دائما في المدارس والكنائس والمراكز الحزبية. واستعدت لاس فيغاس، أو"مدينة الخطيئة"، للانتخابات التمهيدية، وسط توقعات بإقبال يفوق الدورات السابقة. فكلينتون تسعى الى استقطاب أصوات الأقلية اللاتينية التي تشكل 12 في المئة من سكان ولاية نيفادا، فيما يعتمد منافسها اوباما على أصوات نقابات الاتحاد العمالي. في حين سيطر الهم الاقتصادي والبيئي على الولاية التي تعاني، خصوصا، من مشكلة النفايات النووية. وأظهرت استطلاعات الساعات الأخيرة تعادلا بين أوباما وكلينتون، مع تقدم طفيف للأخيرة، قابله صعود في حظوظ السناتور جون إدواردز واحتمال تحقيقه مفاجأة تعيده الى السباق. وتستفيد كلينتون من دعم المؤسسة الحزبية في الولاية، كون رئيس حملتها هناك هو نجل زعيم مجلس الشيوخ السناتور عن نيفادا هاري ريد. وسيساعد أي فوز لكلينتون في اعطائها الصدارة داخل الديموقراطيين، فيما سيمنح فوز أوباما موقعا قويا في السباق وطاقة انتخابية ضخمة لجذب ولايات الغرب وناخبي الأقليات. وحملت المعركة طابعا شرسا في الأيام الأخيرة، انعكس في اعلانات باللغتين الاسبانية والانكليزية تصف كلينتون ب"قلة الحياء"من جهة، واتهامات مدعومة بشهادات حية لأوباما بممارسة ضغوط على عمال الكازينو للتصويت لمصلحته من جهة اخرى. وسيجري الانتخاب وفقا لنظام التجمعات كوكس ما يعطي أوباما أفضلية، كونه نال دعم نقابات العمال والتي تصوت بشكل كتل وتجمعات انتخابية. أما الجمهوريون، فسيتواجهون في معركتين اليوم، الأولى في نيفادا حيث يتقدم حاكم ماساشوستس السابق ميت رومني، والثانية الأكثر محورية في كارولينا الجنوبية. وتبرز أهمية الأخيرة كون الفائز هناك تاريخيا ينال لقب الحزب. ويتنافس على الولاية الجنوبية ماكاين وهاكابي. وواجهت ماكاين متاعب في الأيام الأخيرة من الانجيليين والمحافظين المتشددين الذين تظاهروا أمام تجمعاته الانتخابية حاملين أعلاما كونفيديرالية، تعبيرا عن رغبة الانفصال عن الشمال، وشعارات ضد خطة ماكاين لتحسين أوضاع المهاجرين. وخذلت كارولينا الجنوبية ماكاين العام 2000 بتصويتها لمصلحة الرئيس الحالي جورج بوش. وكان لافتا أمس استطلاعات الرأي الأخيرة والتي وضعت الهم الاقتصادي في صدارة لائحة هموم الناخب الأميركي، وقبل العراق والحرب على الارهاب. ويستفيد الديموقراطيون من هذا الجو كونهم أقرب الى الطبقة الوسطى، فيما يعول الجمهوريون على عودة الصدارة للأمن القومي والسياسة الخارجية. كما عكست الاستطلاعات تقدما لكلينتون عن الديموقراطيين وماك كين عن الجمهوريين في الولايات الكبيرة التي ستصوت يوم"الثلاثاء الكبير"في 5 شباط فبراير المقبل.