استبقت القاهرة محادثات الرئيسين حسني مبارك وجورج بوش بالتأكيد على معارضتها اعتبار إسرائيل"دولة يهودية"، وهو ما كان بوش تعهد بضمانه أثناء زيارته لإسرائيل، مطالبة إياها بتفكيك المستوطنات، وليس مجرد وقف الاستيطان، فيما أكد مبارك أن بلاده لا تزال تسعى إلى توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الخلاف بين حركتي"فتح"و"حماس". وسُئل الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات مبارك مع الرئيس السويسري باسكان كوشيان عن موقف القاهرة من يهودية الدولة العبرية، فأجاب أن"مصر تعارض هذا التوصيف الإسرائيلي، بسبب وجود عرب العام 1948 داخل إسرائيل، إضافة إلى أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين هو من قضايا الحل النهائي، وهو حق أصيل لهؤلاء اللاجئين". وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس"رفض هذا التوصيف بشدة خلال مؤتمر أنابوليس، ومصر تتبنى الموقف ذاته". ورداً على سؤال عن إمكان التوصل إلى اتفاق حول قضايا الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال العام الجاري، قال عواد إن"مصر تأمل في حدوث ذلك، وكان الهدف أن يسفر اجتماع أنابوليس عن التوصل إلى اتفاق على إطلاق مفاوضات حول قضايا الوضع النهائي، وهو ما حدث بالفعل". وعزا تعثر المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في جولتيها الأخيرتين إلى"عقبة استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن"هناك مواقف إسرائيلية تبدو إيجابية مثل إعلان رئيس الوزراء إيهود أولمرت وقف الاستيطان". لكنه رأى أن"المطلوب الآن هو تفكيك المستوطنات والمضي بحسن نية إلى مفاوضات جادة تحقق انفراجاً وتؤدي إلى اتفاق للسلام يغطي كل مواضيع الحل النهائي". وأعرب عن أمل مصر في أن تعطي جولة الرئيس الأميركي في المنطقة دفعة جديدة لمتابعة جادة لما أسفر عنه اجتماع أنابوليس. ويزور بوش مدينة شرم الشيخ غداً الاربعاء لمدة ثلاث ساعات يعقد خلالها محادثات مع الرئيس مبارك حول القضية الفلسطينية وسبل دفع المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأمن الخليج والمنطقة وملف إيران، إلى جانب الأوضاع في لبنان والعراق والسودان. وتسبق بوش إلى مصر عشرات الوقفات الاحتجاجية الرافضة لزيارته. ومن المقرر أن ينظم النواب المستقلون والإسلاميون والمعارضون وقفة احتجاجية اليوم أمام البرلمان تنديداً بالزيارة. من جهة أخرى، أعرب الرئيس مبارك عن تطلعه للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين بنهاية العام الحالي، مشيراً إلى أن مصر توالي اتصالاتها من أجل تحقيق هذا الاتفاق وإقامة الدولة الفلسطينية، وفتح الطريق أمام المسارين السوري واللبناني. وقال في حديث لصحيفة"تاغز انتسايغر"السويسرية إن منطقة الشرق الأوسط في حاجة إلى السلام والأمن والاستقرار والتنمية.