قلل الرئيس حسني مبارك من التوقعات إزاء المؤتمر الدولي للسلام الذي تستضيفه مدينة أنابوليس الأميركية قبل نهاية الشهر الجاري، وتوقع عشية لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في منتجع شرم الشيخ، ألا يتمكن المؤتمر من حل كل القضايا، بل"يُمكن أن يكون بمثابة بداية للمفاوضات". وأضاف مبارك في تصريحات خلال جولة في مدينة الإسماعيلية 125 كيلومترا شرق القاهرة:"نسعى بكل جهودنا من أجل نجاح هذا المؤتمر لأن فيه مصلحة"، مشيراً إلى أن محادثاته وأولمرت اليوم ستركز على الجهود المبذولة لإنجاح مؤتمر أنابوليس، والمحادثات التمهيدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد إن لقاء مبارك وأولمرت"يأتي في إطار جهود مصر لدفع المشاورات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى وثيقة سياسية مشتركة حول موضوعات الحل النهائي". وأضاف أن"تلك الوثيقة من شأنها أن تطلق مفاوضات جادة بأجل زمني محدد على مسار السلام الفلسطيني - الإسرائيلي". وأفادت مصادر سياسية إسرائيلية أن أولمرت سيحاول خلال لقائه مبارك اليوم"تنسيق المواقف والتوقعات"بين إسرائيل ومصر، وتأكيد أهمية مشاركة عربية واسعة في أنابوليس"حتى على مستوى منخفض". ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن هذه المصادر أن أولمرت سارع إلى التقاء الرئيس المصري قبل يومين من اجتماع الجامعة العربية للبحث في مسألة المشاركة في المؤتمر ومستواها، ليطلب منه ممارسة نفوذه لإشراك المملكة العربية السعودية وسورية في المؤتمر"بأعلى مستوى ممكن". وكان مدير مكتب رئيس الحكومة ومستشاره السياسي التقيا قبل يومين في القاهرة مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان لترتيب اللقاء بين أولمرت ومبارك. إلى ذلك، أكد السفير الفلسطيني لدى القاهرة منذر الدجاني أن السلطة لن تذهب إلى أنابوليس من دون غطاء عربي، وقال:"يجب أن يتخذ العرب قرارهم بالذهاب أو عدمه". وأوضح أنه خلال المفاوضات مع إسرائيل"طلبنا وقف عمليات الاستيطان وإزالة الحواجز التي تغطي الضفة الغربية وإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية التي أغلقت في القدس، وأن تكون المرجعيات لهذا المؤتمر قرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق والمبادرة العربية ورؤية الرئيس جورج بوش لحل الدولتين، لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حول ذلك". واعتبر عضو الفريق التفاوضي الفلسطيني حسن عصفور أن"المفاوضات لا تبشر باتفاق يضع إطاراً لقضايا الوضع النهائي". وشدد على ضرورة وجود"تنسيق جدي بين الدول العربية، خصوصاً مصر والسعودية، للتحضير والذهاب إلى المؤتمر بأجندة واضحة تستند إلى المبادرة العربية للسلام".