تسلمت الرهينة المحررة من قبضة المتمردين الكولومبيين كلارا روخاس، موقتاً ابنها إيمانويل البالغ من العمر ثلاث سنوات، والذي أبعد عنها خلال سنوات احتجازها في الأدغال، بحسب تأكيد هيئة المساعدة الاجتماعية الكولومبية. وقالت رئيسة هيئة المساعدة الاجتماعية، إلفيرا فوريرو:"يجب ان يكون إيمانويل مع والدته"، مضيفة:"عليه أن يتمتع بحق انتزعته منه القوات المسلحة الثورية الكولومبية"، والتي خطفت كلارا روخاس عام 2002، خلال مشاركتها في الحملة الانتخابية للسياسية الكولومبية - الفرنسية إنغريد بيتانكور، والتي لا تزال معتقلة لدى المتمردين. وفي دار للأيتام حيث اودع، اجتمعت روخاس التي وصلت الاحد الى بوغوتا بعدما امضت قرابة الست سنوات محتجزة لدى متمردي القوات المسحلة الثورية الكولومبية، بابنها إيمانويل الذي سلم اليها موقتاً، بعد فصلهما قبل ثلاث سنوات. وقالت لدى نزولها من الطائرة في مطار بوغوتا العسكري:"انا متأثرة للغاية بالعودة الى بلادي. انها ولادة جديدة"، معربة عن شوقها لرؤية نجلها الذي ولد خلال فترة احتجازها، من علاقة مع احد المتمردين. واجتمعت كلارا فعلاً في شمال شرقي بوغوتا، بالطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات وتسعة شهور. وكشف مصدر حكومي رفيع انهما"اجتمعا وكانت لحظة مملوءة بالتأثر والعواطف". وأوضح المصدر ان روخاس بعد وصولها الى مطار بوغوتا العسكري، توجهت مع عائلتها الى شمال شرقي العاصمة، حيث التقوا الطفل. وبعد فصله عن أمه، سُلّم إيمانويل إلى دائرة الخدمات الصحية بيد مكسورة ومصاباً بالبلهارسيا، وهو مرض يتسبب في ارتفاع في الحرارة، مع سعال وإسهال. وأكدت فوريرو أن إيمانويل سيخضع لسلسلة فحوص نفسية وطبية، على أن يعاد إلى والدته في غضون اسبوعين. وقالت:"لقد أمضى الشهور ال11 الأولى من حياته بذراع مكسورة، من دون أي رعاية صحية لمساعدته على التعامل مع الألم"، مضيفة:"إنه اليوم صبي سعيد، طيب ومحب، وهو نما، بفضل الرعاية التي تلقاها في مؤسستنا". ومضت قائلة:"عقدا جلسة استغرقت ساعات للتعرف الى بعضهما بعضاً، ولنسج علاقات بين الطفل وعائلته ولمنحه نوعية الحياة التي يستحق"، وأوضحت فيريرو ان"ايمانويل وضع مع والدته في مكان خاص حيث نأمل ان تجرى الطلبات القانونية لحصول الام على حق الحضانة". وشددت على ان"ايمانويل كان سعيداً برؤية والدته. طلبت من ايمانويل ان يلقي التحية على والدته، ودعاها على الفور"ماما"وتعانقا". وانتزع متمردو القوات الثورية الطفل الذي كان مريضاً من والدته عندما كان في شهره الثامن. وترجلت الرهينة السابقة وهي ترتدي ملابس زهرية اللون، من الطائرة الرئاسية الكولومبية، وهي تحمل باقة من الزهر في يديها. وكان في استقبالها المفوض الكولومبي من اجل السلام كارلوس ريستريبو، ووزير الدفاع خوان مانويل سانتوس. وشكرت روخاس الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي"لأنه سمح بتعليق العمليات العسكرية"الخميس، في اليوم الذي افرج عنها. وقالت ايضاً انها تحرص على"توجيه التحية"الى انغريد بيتانكور. وأضافت:"اكثر ما اتمناه في هذه اللحظة هي ان تكون معنا. بمساعدة الجميع سنعمل على ان تعود انغريد وكل الرهائن الآخرين بسرعة", مؤكدة"اعجابها ومحبتها للمرشحة الرئاسية السابقة". اما الكولومبية الثانية التي افرج عنها مع كلارا روخاس, البرلمانية السابقة كونسويلو غونساليس، فكان من المتوقع وصولها أمس الى كولومبيا على ما افادت بييداد كوردوبا، الوسيطة السابقة في ملف الرهائن مع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. وعادت روخاس، وهي محامية في الرابعة والاربعين الى بلادها، في وقت تشهد العلاقات بين بوغوتا وكراكاس توتراً كبيراً. ودعا الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز اميركا اللاتينية وأوروبا الى شطب حركتي التمرد الكولومبيتين القوات المسحلة الثورية وجيش التحرير الوطني من لائحة المنظمات الارهابية، واعتبارهما قوات مقاتلة. ورفضت حكومة الرئيس الفارو اوريبي على الفور هذا الاقتراح، الذي اثار ردود فعل مناهضة في صفوف الطبقة السياسية والصحافة في كولومبيا.