على رغم أن الأولوية هي للقسم الكردي - التركي في ساعات البث، يبقى القسم العربي في الفضائيَّة الكرديَّة"روخ تي في"التي تبث برامجها من العاصمة البلجيكية بروكسيل، من الأقسام المهمة. إذ يقدِّم نشرة إخبارية يومية باللغة العربية مدتها 20 دقيقة، وبرنامجين أسبوعيين هما"الرأي"وپ"قضايا وأحداث"، مدَّة كل منهما 30 دقيقة، فضلاً عن برامج حواريَّة طويلة مدَّتها 90 دقيقة. ويعتبر مُعِد ومُقدِم برنامج"الرَّأي"، الكاتب والإعلامي الكردي طارق حمو، الذي يعمل في القسم العربي في الفضائيَّة الكرديَّة"روخ"، إن المشاهد العربي هو هدفهم في الترجمة العربية لأخبار كردستان، ويقول:"نحاول أن نوصل إلى المشاهد العربي حقائق ومعطيات حال الشعب الكردي، ومشروعية وإنسانيَّة قضيَّته القوميَّة. نحاول مخاطبة ضمير هذا المشاهد وعقله، عبر إشراك الصوت العربي المثقف القريب من آلام الكرد، والملمّ والمتابع لمجريات القضيَّة الكرديَّة عن كثب، وصولاً الى دحض الأكاذيب والادعاءات المغرضة التي تنشرها بعض وسائل الإعلام العربي ضد الكرد، وتقديمها لهم وكأنهم خطر على أمن العرب وبلادهم ومصالحهم". وعن الصعوبات التي تواجههم في العمل، يقول حمو:"جزء من معاناتنا آتٍ من اللغة العربيَّة الركيكة لبعض ضيوفنا الكرد. لكن، العائق الأبرز هو منع الأنظمة القامعة للكرد لمراسلي الفضائيِّة من التصوير والنقل المباشر من المناطق الكرديَّة بحريَّة". ويضيف:"السلطات التركية والإيرانية والسورية تلاحق كاميراتنا، وتلقي بالمراسل أو الصحافي العامل لمصلحتها في السجن. حتى ضيوف البرامج الحواريَّة ونشرات الأخبار، يحاكمون في تلك البلاد. ولا يخفى على أحد أن تركيا تحاول جاهدة إغلاق فضائيتنا، بعدما نجحت مساعيها في إغلاق فضائيتي"ميد تي في"وپ"ميديا تي في". ويتذكر حمو حادثة طريفة، تعبر عن الإنزعاج التركي من عمل الفضائية"أثناء زيارة أردوغان رئيس الوزراء التركي الدنمارك، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الدنماركي فرهوغن، طلب أردوغان من الأخير طرد مراسلة فضائيتنا من القاعة، وإلا، لن يكمل المؤتمر، فردَّ عليه رئيس وزراء الدنمارك ان لا سلطة لديه، تجيز طرد الصحافيين. وأمام هذا الجواب خرج أردوغان من المؤتمر، وبقيت زميلتنا في القاعة". وحول قراءته مشهد الإعلام المرئي الكردي، يشير حمو إلى أن"الكرد حديثو العهد في هذا الحقل. فأول فضائيَّة كرديَّة"ميد تي في"، انطلقت من بروكسيل عام 1995، وأحدثت هزَّة وثورة كبيرتين بين الأكراد في كردستان والمهجر. إذ أصبح الكردي المقموع والمحاصر والمطادر في ثقافته، يشاهد برامج سياسيَّة وفنيَّة وفولكلوريَّة بلغته الأم". ويضيف:"المشهد الإعلامي الكردي يتميَّز بخاصيَّة تمرير الرسالة للجمهور، أكثر من اهتمامه بالمهنيَّة في العمل والأداء، لسببين: الأول، بسبب الحال الكرديَّة المتميّزة بالكفاح والصراع مع الأنظمة التي تقتسم الجسد الكردي، وكيفية جذب الأحزاب والقوى السياسيَّة العسكريَّة للجماهير الكرديَّة لحراكها النضالي، أي، إن ظلال الثورة لا تزال تخيّم على الخطاب المرئي الكردي، والثاني، يكمن في عزوف الرساميل الكرديَّة عن إطلاق فضائيات خاصَّة. ففي إقليم كردستان، ومنذ سنة 1992 وحتى الآن، لا نرى رجال أعمال أكراداً يمتلكون فضائيَّة خاصَّة. ثم ان الفضائيات الكرديَّة هي منابر أحزاب في المقام الأول". ويتحدث حمو عن المتعة في صنع المادة الخبرية، ونقلها الى الجمهور:"في حالتنا الكرديَّة، فضلاً عن المهنيَّة والمسؤوليَّة الأخلاقيَّة، هنالك مسؤوليَّة قوميَّة تطغى على العمل الإعلامي، وتجعل من جهدنا يصبُّ في خانة النضال من أجل حقوق الكرد، ورفع المظالم عنهم". وحول اهتمامات الأكراد الإعلاميَّة، يقول حمو:"الكرد مشغولون بأحوالهم السياسيَّة. تهمهم أوضاع كردستان وآخر التطورات فيها، ما يتعلَّق بالفيدراليَّة، وكركوك، والتوافق بين الحزبين الكبيرين، وتوزيع المناصب، والفساد، والتهديدات التركيَّة والإيرانيَّة... وفي كردستان تركيا، يتركَّز الاهتمام على العمليات العسكريَّة التركيَّة وردّ المقاتلين الكرد، وأنباء اعتقالات الناشطين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين الكرد، ووضع الزعيم الكردي أوجلان الأسير لدى تركيا...". وعن الانتقادات الموجهة للفضائية عموماًَ، في ما يتعلَّق بالصبغة الايديولوجية الطاغية على الأداء، وللقسم العربي، في ما يتعلَّق في الأخطاء والعثرات والهفوات المتكررة، يقول حمو:"نتقبّل كل أنواع النقد، ونراجع عملنا دائماً. بالنسبة للصبغة الإيديولوجية، فلكل منبر هدف ورسالة محددة. ثم، لا يوجد هنالك إعلام مستقل بالمطلق في العالم. الإعلام المستقل، كذبة، صدقناها، ونصفِّق لها، ونرددها دوماً."روخ تي في"هي فضائيَّة كرديَّة ملتزمة، طبيعي أن تخصِّص جلَّ بثَّها لرصد ومتابعة ما يجري في كردستان. فحين تتناول الأوضاع في كردستان تركيا والأزمة الأخيرة، لن تستطيع القفز فوق حزب العمال الكردستاني مثلاً... وحين تتناول سياسة إيران حيال الكرد، من غير المعقول إهمال نضال حزب الحياة الحرة الكردستاني. وكذلك الحال في كردستان العراق وسورية. نحاول توخِّي المهنيَّة، قدر استطاعتنا، ولا نقبل الاتكاء على عكَّاز القضيَّة".