لم يصل عددها الى عدد الصحف، لكنها، بأعداد متزايدة بدأت تملأ فضاء العراق والجوار: انها محطات التلفزة التي تزدهر في شكل مدهش، وآخر الوافدين قناة"الحرية"فضائية كردية عراقية جديدة ناطقة بالعربية، بدأت بثها التجريبي من بغداد قبل أيام وهي على القمر"نايل سات"، يمولها الأتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الذي يتزعمه رئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني، وپ"الحرية"هي الفضائية الكردية الثانية، التي توجه برامجها للمشاهدين العرب في العراق والوطن العربي وتنطق بالعربية بعد فضائية"التآخي"التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس أقليم كردستان العراق مسعود البارزاني. بدأت"الحرية"بثها في آذار مارس 2003 كقناة أرضية، وقبل أيام تحولت الى فضائية وانضمت الى الفضائيات العراقية التي أنطلقت بعد إزاحة نظام صدام حسين في التاسع من نيسان أبريل 2003. وقال مسؤول الاعلام المركزي في حزب طالباني، القيادي آزاد جندياني لپ"الحياة":"إن الأتحاد الوطني الكردستاني من منطلق أدراكه لأهمية وجود قنوات كردية اعلامية بالعربية، أسس عدداً منها لمخاطبة الرأي العام العربي. فعدا فضائية"الحرية"التي تبث برامجها من بغداد هناك قسم عربي في اذاعة"صوت شعب كردستان"عبر الفضاء، وهناك قنوات أخرى تبث برامجها باللغتين الكردية والعربية في كركوك وخانقين، إضافة الى صحيفة"الاتحاد"الصحيفة اليومية الصادرة بالعربية والتي يصدرها اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد ويزور موقعها الالكتروني www.pukmedia.com أكثر من مائة وخمسين الف زائر يومياً. وفوق هذا كله ندرس الآن استراتيجية لتطوير القنوات العاملة بالعربية". وأضاف جندياني:"بدأت فضائية"الحرية"بثها التجريبي يوم الخميس الثامن من كانون الأول ديسمبر الجاري وبمعدل خمس ساعات تبدأ من الخامسة مساءً حتى العاشرة ليلاً بتوقيت بغداد على القمر الصناعي نايل سات على تردد 11595 - سيمبول ريت - 20775 - بولاريتي: فيرتكال". تواصل وعن سؤال عن سبب تسمية الفضائية بپ"الحرية"أجاب جندياني:"سميت الفضائية بالحرية اشتياقاً وإيذاناً بعصر الحرية كونها أولى المحطات الوطنية التي بدأت بثها بعد سقوط النظام السابق في 2003 مباشرة". وتابع:"قبل البدء بعمليات تحرير العراق خططنا لانشاء إذاعة وتلفزة خاصة ببغداد لتهيئة وتعبئة الجماهير في المنطقة وفي نيسان أبريل من عام 2003 بدأت المحطة عملها في مدينة خانقين كأقرب نقطة الى بغداد لتنتقل في أيار مايو من العام نفسه الى بغداد". الاهتمام الكردي بالبث الفضائي باللغة العربية، بدأ ضعيفاً بعد أنتفاضة عام 1991 حيث كثرت القنوات الأعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة الناطقة بالكردية بخلاف العربية التي لم يكن حظها من الأهتمام وافياً. ويبدو أن الأكراد خصوصاً بعد زوال النظام السابق، أدركوا حاجتهم الى اعلام كردي ناطق بالعربية للتواصل مع العرب، بعد أن برز دورهم في العملية السياسية التي يمر بها العراق حالياً.وعن سبب أهتمام الكرد بخطاب أعلامي كردي بالعربية، قال جندياني:"ندرك حساسية وأهمية المرحلة الحالية، لذلك نهتم بتوسيع فضاءات الحوار والنقاش بين العرب والكرد كي نضمن إيصال الرأي الكردستاني الحقيقي والصادق الى العالم العربي في العراق والبلدان العربية الأخرى في ظل وجود الكثير من الفضائيات العربية التي تعمل بلا هوادة على تشويش الرأي الكردستاني وتشويهه". وزاد:"نؤمن بأن الحوار هو السبيل الأفضل للتفاهم ومن ثم التعايش بين جميع الناس خصوصاً بين الشعوب والقوميات التي تشاركنا المصير الواحد وهو حال الشعبين العربي والكردي، وفي سبيل بناء وتقوية جسور التواصل والحوار وجدنا ضرورة وجود قناة فضائية ناطقة بالعربية". وحول خطة عمل الفضائية وأهم المحاور التي سترتكز اليها في بث برامجها أوضح جندياني:"ستكون خبرية وسياسية وثقافية".