في تطور يزيد سخونة التنافس على لقب مرشح الحزب الديموقراطي للرئاسة الأميركية، تلقى السناتور باراك اوباما دعماً مهماً من المرشح الديموقراطي السابق للرئاسة جون كيري الذي هزم أمام الرئيس جورج بوش في السباق الى البيت الأبيض العام 2004. جاء هذا الدعم الذي من شأنه تجيير نسبة مهمة من أصوات القاعدة الليبرالية في الحزب الديموقراطي الى اوباما، بعد ساعات من قرار حاكم ولاية نيو مكسيكو السابق بيل ريتشاردسون الانسحاب من السباق، ما يتيح للسناتور هيلاري كلينتون استقطاب قاعدته الانتخابية، لمواجهة اوباما. وبانسحاب ريتشاردسون يتوقع ان تتحول غالبية الأميركيين من أصل لاتيني، وخصوصا في الولايات الكبرى، الى تأييد هيلاري. وعزا كيري موقفه الى قدرة اوباما على"توحيد الأميركيين وإحداث تغيير جذري في السياسة"، وذلك في خطاب ألقاه المرشح الديموقراطي السابق أمام تجمع انتخابي ضخم في ساوث كارولينا. ويملك كيري رصيداً طويلاً من الخبرة في مجلس الشيوخ، ما يشكل رداً على انتقاد أوباما لافتقاده الى الخبرة كونه حديث العهد في مجلس الشيوخ. وكانت قاعدة الحزب الديموقراطي خذلت اوباما في نيو هامبشير الثلثاء وأعطت أصواتها الى كلينتون. ورأى مراقبون في التأييد الذي حصل عليه اوباما،"صفعة مزدوجة"لكلينتون والسناتور جون أدواردز الذي ترشح الى جانب كيري لمنصب نائب الرئيس العام 2004. وتعاني حملة ادواردز صعوبات حالياً. وينتمي كيري الى المدرسة الأكثر ليبرالية في الحزب الديموقراطي. وكان أحد أسباب خسارته أمام بوش نجاح الأخير في إبراز صورته كالمرشح الأكثر صلابة في مسائل الأمن القومي والحرب على الإرهاب. وعزا مراقبون إعلان ريتشاردسون خروجه من السباق الى نقص التبرعات لحملته، رغم انطلاقته القوية في السباق، والتي كادت ان تضعه في المركز الثالث في أيوا بدلا من أدواردز. وكان ريتشاردسون وكلينتون يتقاسمان قاعدة انتخابية من معتدلي الصف الديموقراطي ومحبذي مرشحي"الخبرة"على"التغيير". وشغل ريتشاردسون مناصب مهمة في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، اذ كان وزيراً للطاقة ومندوباً لدى الأممالمتحدة. من جهة أخرى، أعلن رئيس بلدية نيويورك البليونير مايكل بلومبرغ أنه كلف مراكز إحصاء جس نبض الشارع لاحتمال ترشحه الى الانتخابات كمستقل. ونقلت شبكة"سي. أن. أن"عن مصادر قريبة اليه، أن فوز أي من كلينتون أو جولياني بلقب حزبيهما، سيعني دخوله السباق لضرب حظوظهما، فيما سيمتنع عن هذا الأمر في حال كانت المنافسة بين شخصيتين يتوحد حولها الأميركيون مثل أوباما.