سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كلينتون الأكثر حضوراً وادواردز اطلاعاً على السياسة الخارجية واوباما تردداً . الديموقراطيون يفتحون السباق على البيت الأبيض : مناهضة بوش في العراق وتشدد في مكافحة الإرهاب
دخل الحزب الديموقراطي الاميركي عمليا في السباق لاختيار مرشحه الى انتخابات الرئاسة المقررة السنة المقبلة. اذ نظم مناظرة تلفزيونية، هي الأولى لمرشحيه الثمانية، تحولت منبرا لإبراز الكفاءات الشخصية لكل منهم، ولانتقاد الرئيس جورج بوش، خصوصا سياسته في العراق. وفيما لفتت السناتور هيلاري كلينتون الانظار بمواقفها المتشددة في مواضيع الأمن القومي والارهاب، أظهر جون ادواردز معرفة في خفايا القضايا الخارجية، في حين بدا السناتور الشاب باراك أوباما مترددا رغم مواهبه الخطابية، ربما لعدم خبرته في هذا النوع من المناظرات. واشترك في المناظرة التي استغرقت تسعين دقيقة، كلينتون وادواردز واوباما، وجوزيف بايدن سناتور عن ولاية ديلاور وكريستوفر دود سناتور عن ولاية كونتيكت ومايك غريفل سناتور عن ولاية ألاسكا وبيل ريتشاردسون حاكم ولاية نيو مكسيكو ودنيس كوسينيتش نائب عن ولاية أوهايو. ونظمت هذه المناظرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية، وبثت مباشرة عبر شاشة التلفزيون. واحتلت شؤون السياسة الخارجية، خصوصاً الحرب على العراق، صدارة المناقشة، وسط اجماع المرشحين على رفض سياسة بوش، وتعهدهم سحب القوات الاميركية في حال الفوز بالمقعد الرئاسي. وبررت كلينتون التي تتقدم كل المرشحين في استطلاعات الرأي ويليها أوباما وادواردز، موقفها المؤيد للحرب في 2002 بالاعتماد على المعلومات التي قدمتها الادارة الى الكونغرس حينها، والتي لم تثبت صحتها لاحقا. وفيما أفصح بايدن وريتشاردسون عن مشروعهما تقسيم العراق الى كونفيديراليات مذهبية، تحفظ المرشحون الآخرون عن اعلان خططهم. واكتفت كلينتون بالقول إن مسؤولية انهاء الحرب تعود الى الحكومة العراقية، فيما قال أوباما إن الحل هو سياسي وغير عسكري، وإن المهمة الأولى هي سحب القوات والعمل بالتوازي على حل سياسي والضغط على الحكومة في بغداد. وأعطت الاستطلاعات الأولية، بعد المناظرة، الأفضلية لإدواردز لدى القاعدة الليبرالية المعارضة، يليه كوسينيتش وغريفل اللذان اعتبرا خلال المناظرة أن الوجود الأميركي في العراق"مشين"و"منتهك للدستور". ورغم أن حظوظ هذين المرشحين كوسينيتش وغريفل تبقى معدومة في الوصول الى البيت الأبيض، يعكس صعودهما الجو المناهض للحرب داخل الولاياتالمتحدة، الذي يلقى تأييد نسبة تفوق 60 في المئة بحسب الاستطلاعات الأخيرة. وعكست المناظرة، بحسب الخبراء، الشوط الكبير الذي قطعه الحزب الديموقراطي في السياسة الخارجية منذ انتخابات العام 2004 وخسارة جون كيري أمام بوش. اذ اعرب مرشحوه عن مواقف اكثر وضوحا في مواضيع تتعلق بالارهاب وايران والأمن القومي الأميركي. وبدت كلينتون الأكثر تشددا في هذه القضايا، وشاركت كلا من بايدن وريتشاردسون وأوباما في اعتبار ان ايران وطموحاتها النووية تهديد جدي للولايات المتحدة. وأثار الصحافي براين ويليامز الذي قدم المناظرة الوصف الذي اطلقه مطلع السنة أوباما على معاناة الفلسطينيين بأنها"أكبر معاناة على الاطلاق". فرد المرشح بأن معاناة الفلسطينيين هي بسبب"الحكومة الفلسطينية"وعدم اعترافها باسرائيل والتزامها شروط اللجنة الرباعية، مضيفا أنه من المهم العمل على الدفع بعملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وسيتابع المرشحون الديموقراطيون حملتهم في انتظار المناظرة الأولى للحزب الجمهوري الأسبوع المقبل، التي سيتواجه فيها رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني والسناتور جون ماكاين وحاكم ماساشوستس السابق ميت رومني.