تتحول جامعة ولاية ساوث كارولينا الجنوبية الى حلبة مباراة سياسية للديموقراطيين اليوم، باستضافتها المناظرة الأولى بين المرشحين الرئاسيين للحزب والتي ستتواجه فيها خبرة وبرودة السناتور هيلاري كلينتون مع غموض وكاريزما السناتور باراك أوباما، في وقت يصارع مرشحو الحزب الجمهوري للبقاء على مسافة من ادارة الرئيس جورج بوش وبعد مواجهة نائب الرئيس ديك تشيني اجراء بعزله من قبل الكونغرس. وتوقع الخبراء أن تكون الحرب في العراق الأقوى حضوراً في مناظرة مساء اليوم، وستتجه فيها الأنظار الى المرشحين الاوفر حظاً واللذين يخوضان منافسة محتدمة لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي، تتقدمهم كلينتون والتي صوتت مع قرار الحرب وتعارض انسحاباً كاملاً من العراق فيما يهدد حملتها صعود أوباما المعارض للحرب. وأشارت الاستطلاعات الأخيرة لمجلة"تايم"الى تقلص الفارق بين كلينتون وأوباما بنسبة 6 في المئة بعدما كان 20 في المئة مع بدء الحملة، وحل ثالثاً السناتور السابق جون ادواردز. وتتميز كلينتون بدقة حساباتها وخبرتها الطويلة في العمل السياسي، خصوصاً أن مواقفها واضحة لدى الرأي العام، فيما تبقى مواقف أوباما مبهمة وخبرته تقتصر على ثلاث سنوات في الكونغرس. وسيتقاسم اوباما وكلينتون الوقت مع ستة مرشحين آخرين هم الى جانب ادواردز، حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون وعضوا مجلس الشيوخ جوزف بيدن وكريستوفر دون والسناتور السابق مايك غرافل والنائب دنيس كوسينيتش المعارض للحرب في العراق والذي ترشح عام 2004. واستبق كوسينيتش المناظرة بإطلاقه من الكونغرس اجراء اقالة بحق نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، على رغم التردد الواضح من ابرز قيادات الديموقراطيين في الكونغرس في تبني هذه الخطوة. واتهم النائب الديموقراطي ب"تضليل"الاميركيين لتبرير الحرب في العراق وتهديد ايران بعدوان على حساب مصالح الامن القومي الاميركي. لكن من المرجح أن يبقى الاجراء حبراً على ورق في ظل رفض رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تبني عزل الرئيس بوش أو نائبه تشيني. ووصف زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد تشيني بأنه"كلب تهجمي"بعدما ندد ب"الانهزامية"والاستخفاف لدى الديموقراطيين. ويأتي تحرك الديموقراطيين مع اعلان السناتور جون ماكاين ترشحه رسمياً أمس، على رغم تدهور شعبيته اخيراً لقربه من الرئيس بوش وتبنيه سياسة الادارة في العراق. وتراجع ماكاين الى المركز الثالث في الاستطلاعات أمام عمدة نيويورك السابق رودي جولياني وحاكم ماساشوستس ميت رومني. وتحدث بعض التقارير عن احتمال خوض رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريش السباق عن الجمهوريين والذي يستفيد من قربه للقاعدة اليمينية للحزب، فيما لم يحسم نائب الرئيس السابق ونجم هوليوود الحالي آل غور ترشحه بعد عن الديموقراطيين.