"أنا في السباق ... أنا في السباق لأفوز". هكذا أطلقت امس السناتور الأميركية هيلاري رودهام كلينتون حملتها لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة السنة 2008، مستفيدة من موقع سياسي مؤثر وجعبة تفيض بالتبرعات، لعلّها توصلها الى البيت الأبيض مرة ثانية، بعدما شغلته لثمانية اعوام كسيدة اولى، وتحوّل زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الى "السيد الأول" فعلياً في تاريخ الولاياتالمتحدة. وأنهت كلينتون جدالاً طويلاً في الوسط السياسي الأميركي حول إمكان ترشحها، بإعلانها في شريط فيديو بُث عبر شبكة الانترنت خوض السباق الرئاسي، و "بدء حوار مع أميركا... يجدد الوعد بعد أكثر من ست سنوات من عهد جورج بوش". وخصت الحرب في العراق الذي زارته أخيراً لتجعلها أبرز نقاط الحوار الأميركي، الى جانب قضايا تهم الطبقتين الوسطى والفقيرة. ويتصدر اسم كلينتون شعبية المرشحين عن حزبها الديموقراطي ب29 في المئة استطلاع غالوب الأخير، يليها المرشح الأفريقي - الأميركي باراك أوباما 18 في المئة الذي أعلن بدء حملته مطلع الأسبوع، والسناتور السابق جون ادواردز 13 في المئة. وتستفيد هيلاري 59 عاماً في حملتها الرئاسية من عوامل، أبرزها وجود الرئيس السابق بيل كلينتون، الأكثر شعبية اليوم لدى الرأي العام الأميركي، إلى جانبها وباعتباره من أكثر مشجعيها على خوض السباق. درّب كلينتون زوجته في العامين الماضيين على فن الخطابة الذي برع فيه على مدى سنواته الثماني 1992-2000 في البيت الأبيض. كما يساعد المرشحة الرئاسية صندوق تبرعات هائل جمع العام الماضي، في حملة مجلس الشيوخ في نيويورك، خمسين مليون دولار، بعضها من وجوه جمهورية محافظة كالبليونير الاعلامي روبرت مردوخ. كما يساعد كلينتون في حملتها طاقم سياسي وانتخابي محترف، عمل بعض أفراده في ادارة زوجها. ورفض البيت الأبيض التعليق على ترشيح كلينتون، رغم أن نائب الرئيس ديك تشيني كان وصفها بأنها"المرشحة الرائعة"، مستدركاً أنه يختلف معها"على كل شيء تقريباً". وتحاول السناتور كلينتون الحفاظ على خط وسط والبقاء على مسافة من الليبراليين، من دون أن تنتقل الى خط اليمين في القضايا الاجتماعية، بهدف استرضاء الأصوات المحافظة والمتدينة والضرورية للفوز بالسباق. وهي ركزت في خطابها الترشيحي على طفولتها في الوسط الأميركي الريفي ولاية الينوي وبناء القيم التقليدية في المجتمع الأميركي. لكن نقطة ضعفها تكمن في تأييدها قرار الحرب على العراق الذي عارضه منافسها أوباما، كما تكمن في تاريخها الطويل في البيت الأبيض خلال ولايتي زوجها والفضائح المتتالية التي شهدتها تلك الحقبة. وستشهد المرحلة المقبلة توافد مزيد من المرشحين الى الحلبة الرئاسية، بينهم حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون، واحتمال إعلان السناتور جون كيري الترشح. أما من الجانب الجمهوري، فسبق كلينتون في اتخاذ الخطوات الأولى السناتور جون ماكاين الذي يواجه اليوم صعوبات لقربه من ادارة بوش، إضافة الى رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني الذي يبدو بحاجة ماسة الى التقرب من الخط المحافظ. كما سيعلن حاكم ولاية ماساشوستس السابق ميت رومني ترشحه، وهو من الأسماء المحافظة والقريبة من القاعدة اليمينية. وستتبارز هذه الأسماء داخل الحزب الواحد في الانتخابات الأولية نهاية السنة ومطلع 2008، بانتظار اختيار مرشح عن كل حزب لخوض معركة الرئاسة في تشرين الثاني نوفمبر 2008.