تعززت فرص هيلاري كلينتون في ان تصبح اول امرأة تتولى رئاسة الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل, بفوزها غير المتوقع في الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشير. وقالت هيلاري التي بدا عليها الفرح متوجهة الى مناصريها في مانشستر:"ذكرتم الجميع ان السياسة ليست لعبة وان هذه الحملة تهتم بقضايا الناس". وتعهدت وهي محاطة بزوجها بيل كلينتون الذي بدأ العام 1992 من هذه الولاية بالذات مسيرته للفوز بالبيت الابيض, وابنتها تشيلسي, بمواصلة"العودة"التي ستقودها الى البيت الابيض. وأظهرت هيلاري في الايام الاخيرة على رغم استطلاعات للرأي توقعت الفوز لمنافسها, قوة عزيمتها وهي السيدة الاولى سابقاً الملتزمة والسناتورة الناجحة المبغوضة من اليمين المحافظ. وهيلاري التي تلازمها صورة المرأة الباردة والفوقية والبارعة في عملها, تمكنت الاثنين من تكذيب هذه الصورة عندما اوشكت على البكاء وأظهرت تأثراً كبيراً عندما لاح احتمال خسارتها السباق. وقالت"هذا البلد وفر لي كماً كبيراً من الفرص، ولا اريد ان نتراجع"مضيفة بصوت غلب عليه التأثر:"هذا امر شخصي جداً بالنسبة إلي، وليس مجرد مسألة سياسية". وشكك بعض المعلقين المحافظين في صدقية هذا التأثر ما يعكس الرفض العميق الذي يكنه اليمين الاميركي لزوجة الرئيس الاميركي السابق. وفي تلميح الى حملة اليمينيين المحافظين عليها، قالت هيلاري:"منذ 16 سنة, وانا هدف لهجماتهم العنيفة, وما زلت هنا رغماً عنهم". ويأخذ عليها اليمين محاولتها الفاشلة لوضع نظام صحي جديد في 1993فيما تتهمه هي بالتآمر على ولاية زوجها الرئاسية. كما يتهمها اليمين بأنها جزء اساسي من الفضائح التي هزّت عهد زوجها من فضيحة"وايت ووتر"العقارية الى"ترافيل غيت"المتعلقة بطرد موظفين يهتمون بالرحلات الرئاسية لمصلحة غيرهم. غير ان كلينتون هي ايضاً المرأة التي تحظى بأكبر قدر من الاعجاب في الولاياتالمتحدة, بحسب استطلاع للرأي نشره معهد"غالوب"اخيراً. وتلقى هيلاري 60 سنة دعماً حماسياً من زوجها بيل الذي قال الاثنين انه عاجز عن جعلها"اكثر شباباً واطول واكثر رجولية"في اشارة الى انها اقل جاذبية من اوباما. واتخذت حملتها الرئاسية طابع المسيرة الواثقة نحو البيت الابيض ورافقتها فيها ايضاً والدتها دوروثي 88 سنة وابنتها تشيلسي 27 سنة. وكانت كلينتون دخلت السياسة مع حركة الاحتجاج على حرب فيتنام. وما ان غادرت هيلاري كلينتون البيت الابيض, بصفتها سيدة اولى في كانون الثاني يناير 2001, حتى بدأ المراقبون يطلقون التكهنات حول ترشحها الى الرئاسة. وبدت حملتاها الانتخابيتان لعضوية مجلس الشيوخ في 2000 و2006 في ولاية نيويورك مقدمة لحملتها الرئاسية, فيما اعطتها سبع سنوات من ولاية الرئيس الحالي جورج بوش الفرصة لإيجاد خطابها السياسي الخاص. فغداة اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001, كانت النيويوركية النموذجية الحاضرة دائماً الى جانب مواطنيها. في 2002, صوتت هيلاري كلينتون العضو في لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الى جانب قرار شن الحرب على العراق, وهو ما يأخذه عليها الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي، فيما ترى هي ان موقفها هذا كان الموقف الوحيد المسؤول الذي يمكن اتخاذه في حينه بالنظر الى خطورة المسألة كما قدمتها في حينه ادارة بوش. الا ان كلينتون انتقلت الى الهجوم على ادارة بوش متهمة اياها بهدر الفائض في الموازنة وكل الارث الإيجابي الذي تركته سنوات عهد بيل كلينتون. وباتت ابرز المتحدثين باسم المعارضة, لا سيما خلال اعصار كاترينا في صيف 2005 والانتقادات التي تعرضت لها الادارة في موضوع عمليات الاغاثة. ولا شك في ان هيلاري باتت اكثر صلابة نتيجة الخبرة التي مرت بها, وتقول انها قادرة على ممارسة الرئاسة"منذ اليوم الاول". وهي تردد باستمرار:"البعض يقولون انهم سيحدثون تغييراً, وآخرون يعتبرون ان الامل بالتغيير كاف. اما انا, فأعلم اننا نحصل على التغيير عبر العمل الجاد لتحقيقه كل يوم".