فيما أكد وزير الخارجية البريطاني التزام بلاده حماية خط الامدادات من الجنوب الى سائر أنحاء العراق، وقعت الحكومة العراقية وثيقة تسلم القصر الرئاسي في البصرة مع الحكومة البريطانية بعد انسحاب قواتها منه، وفقاً لمراسل"فرانس برس". ووقع الوثيقة ياسين مجيد ممثل رئيس الوزراء نوري المالكي مع القنصل البريطاني في البصرة ريتشارد جونز، في حضور مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي والقنصل الاميركي في البصرة لويس بونر وقائد أركان الجيش العراقي الفريق الركن بابكر زيباري وقائد عمليات البصرة اللواء موحان الفريجي. وكان 500 جندي بريطاني انسحبوا الاثنين الماضي من آخر قاعدة لهم في البصرة كبرى مدن جنوبالعراق، إلى قاعدة جوية محصنة على بعد 25 كيلومتراً من البصرة، لتنضم بذلك الى خمسة آلاف عسكري بريطاني يوفرون التدريب للقوات العراقية. وقال الربيعي:"نحتفل اليوم بتسلم القصور الرئاسية من القوات المتعددة الجنسية ... إنه ليوم سعيد يمثل اعادة السيادة الوطنية على هذه الرموز"، لافتاً إلى أن"ذلك يمثل إنجازا للحكومة العراقية ... ونقدم الشكر للقوات البريطانية على مهمتها". واعتبر الربيعي وجود الميلشيات ظاهرة"مستهجنة"، وقال إن"الشخص إما أن يكون مع القانون أو خارجاً عن القانون، ومن يخرج عن القانون يضرب بيد من حديد وبكل قوة. لا يمكن قبول ميليشيات في هذه البلد". وتتنازع ميليشيات شيعية السيطرة على مدينة البصرة، وخصوصاً أن انتاجها من النفط يشكل 97 في المئة من ايرادات الحكومة العراقية. جاء ذلك في حين قال قائد عمليات القوات الأميركية في العراق اللفتنانت - جنرال رايموند أوديرنو إن الجيش الأميركي قد يرسل قوات الى منطقة البصرة في حال انسحبت القوات البريطانية في شكل كامل منها، إلا أنه أضاف في تصريحات صحافية أن واشنطن ما زالت تتوقع من لندن الاضطلاع بمهمات في جنوبالعراق وعلى رأسها تأمين خط الامدادات من الجنوب الى سائر أنحاء هذا البلد. وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أكد أن بلاده ستواصل حماية خط الامدادات من هجمات المسلحين. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي علي باباكان في أنقرة إن الجنود البريطانيين سيواصلون لعب دور مهم في حماية خطوط الامداد وفي دعم قوات الأمن العراقية مستقبلاً، لافتاً الى أن"لدينا هدفاً واضحاً يتمثل في دعم الحكومة العراقية والقوات العراقية لبسط سيطرتها حتى يدير العراقيون بلادهم". وكانت صحيفة"صنداي تايمز"اللندنية تحدثت الأحد الماضي عن محادثات تجري لتمركز قوات بريطانية في الكويت. ويستخدم آلاف الجنود الأميركيين والبريطانيين وغيرهم، معسكرات في شمال الكويت كنقاط عبور في طريقهم من العراق أو إليه، وأيضاً للتدريب. ومعلوم أن هناك 15 ألف عسكري أميركي متمركزين في شكل دائم في الكويت.