سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رامسفيلد يحذر وإيران تنفي تدخلها في الشؤون الداخلية العراقية . القوات البريطانية تدعو الى "استئصال المتمردين" من الشرطة وتظاهرة مناهضة في البصرة تطالب برحيلها
استمرت أحداث البصرة في التفاعل داخلياً واقليمياً ودولياً. وتظاهر أمس مئات العراقيين، بينهم عدد من رجال الشرطة، في البصرة 550 كلم جنوببغداد مطالبين القوات البريطانية بتسليم الجنديين البريطانيين، اللذين أطلقتهما بعملية عسكرية الاثنين الماضي، الى القضاء العراقي. ورداً على اتهامات أميركية لايران بالتدخل في الشؤون العراقية نفت طهران أي علاقة لها بأحداث البصرة. وفيما اتهم مستشار الامن الوطني السابق موفق الربيعي"المتمردين"ب"اختراق"صفوف الشرطة العراقية دعا العقيد البريطاني بيل دنهام الى استئصال"المتمردين"من الشرطة العراقية. وضمت التظاهرة في البصرة حوالى 300 شخص رفع بعضهم صور الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وطالبوا أيضاً باستقالة قائد شرطة المحافظة. وطالب سكان ورجال شرطة تجمعوا ايضا امام المقر العام للشرطة، بمغادرة القوات البريطانية المنطقة اضافة الى دفع تعويضات وتقديم اعتذارات اثر تدمير مركز الشرطة الذي شنت القوات البريطانية هجوماً عليه الاثنين لتحرير الجنديين اللذين كانا اعتقلا فيه. وامهل المتظاهرون السلطات العراقية حتى يوم الاحد للاستجابة لمطالبهم. ولفت احد المنظمين الذي قدم نفسه على انه يدعى ابو زهراء الى"ان البريطانيين وعدونا بالسيادة. اين هي عندما يدمرون مركزاً للشرطة؟". وقال عباس جاسم، أحد سكان البصرة"غير مقبول أن يتعرض أي عراقي للاهانة من بريطاني أو أميركي أو أي محتل آخر. نحن نرفض قوات الاحتلال". وتابع:"اعتدى البريطانيون على الحكومة والشرطة وأبناء هذا البلد وهو امر نرفضه جميعاً". وشنت القوات البريطانية مساء الاثنين هجوماً على مفوضية الشرطة ودمرت جداراً بواسطة مدرعة وحطمت سيارات. لكن الجنديين البريطانيين اللذين اعتقلا في وقت سابق بينما كانا"في مهمة استطلاع"وقعا بين ايدي عناصر ميليشيا شيعية. في غضون ذلك، دعا قائد القوات المتعددة الجنسية في البصرة العقيد البريطاني بيل دنهام الى استئصال"المتمردين"من الشرطة العراقية. وقال دنهام ل"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي أمس ان قواته"ستعمل الى جانب السلطات العراقية لغربلة الشرطة العراقية وتخليصها من المتمردين الذين تمكنوا من اختراق صفوفها وتعزيز العناصر الجيدة داخل الشرطة". وتأتي تصريحات العقيد البريطاني بعد اعتراف مستشار الامن القومي العراقي السابق موفق الربيعي بأن قوات الامن العراقية خصوصاً في البصرة"مخترقة من بعض المتمردين والارهابيين"، واضاف"ليس بوسعي تحديد مدى هذا الاختراق لكن يجب ان اعترف بأن قوات الامن مخترقة. الى اي حد، لا اعلم". وأشار الى ان الحكومة العراقية"تعمل على تطهير قوات الامن من المتمردين ومنع اختراقها في المستقبل من العناصر المسلحة والارهابية". وانتقد الربيعي، في الوقت نفسه، استخدام القوات البريطانية القوة لتحرير الجنديين البريطانيين، وقال:"كان من الممكن اطلاقهما بطريقة ودية وبعيدة عن العنف". في غضون ذلك، نفى الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي اي ضلوع لبلاده في أحداث البصرة، وقال ان"الاتهامات بخصوص تورط ايران في العراق لا اساس لها وتهدف الى تغطية عجز قوات الاحتلال الاميركية والبريطانية عن ضمان الامن". واضاف:"منذ اندلاع الازمة، لعبت ايران دوراً بناء لاحلال الامن وحاولت الحد من الازمة عبر اتصالاتها مع الحكومة والمجموعات السياسية العراقية". ودعا آصفي الى"رحيل قوات الاحتلال لخلق جو مؤات للامن والسلام والديموقراطية في العراق". وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اتهم ايران الثلثاء بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية. وقال رامسفيلد ان الايرانيين"مهتمون ويتدخلون وهم نشطون في جنوبالعراق وهذا لا يفيد". واشار الى انه لا يعلم ما اذا كان هذا التدخل قد ازداد حالياً مضيفاً:"اعتقد ان ... غالبية العراقيين، بمن فيهم العراقيون الشيعة، هم عراقيون اكثر منهم شيعة. وهم عراقيون شيعة اكثر منهم ايرانيين شيعة".