قصد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كراكاس أمس آتياً من لاباز، في زيارة رسمية استغرقت "بضع ساعات" لفنزويلا، للقاء نظيره هوغو تشافيز، وذلك في اطار حملته لتعزيز الروابط الديبلوماسية والاقتصادية مع الزعماء اليساريين في أميركا اللاتينية. وفي اعقاب زيارة خاطفة الى بوليفيا، حيث طالب مع مضيفه ايفو موراليس بالحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، استقبل احمدي نجاد بالتشريفات العسكرية من جانب وزير الخارجية الفنزويلي نيكولا مادورو في مطار ماكيتا الدولي، وتناول العشاء مع تشافيز. وأوضح الوزير مادورو في بيان ان الرئيسين، اللذين يكثران من الخطابات المعادية للاميركيين، بحثا"لساعات"في اتفاقات التعاون بين البلدين. وهذه الزيارة الثالثة لأحمدي نجاد الى فنزويلا منذ 2005. وفي بوليفيا، وقّع احمدي نجاد وموراليس اتفاقات للتعاون في مجالي الطاقة والصناعة، وتبادلا الثناء، في احتفال من المؤكد ان يثير ضيق الديبلوماسيين الأميركيين والمعارضة اليمينية بالبلاد. وقال أحمدي نجاد في مؤتمر صحافي في لاباز:"قرر شعبا إيرانوبوليفيا بناء بلديهما سوياً يداً بيد، قررا ان يكونا صديقين في المواقف الصعبة". وقال موراليس:"بوليفيا لها الحق في اقامة علاقات ديبلوماسية مع دول أميركا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا والشرق الاوسط. لن نروّج أبداً للحرب.. لكننا لن نقبل أيضاً باسم السلام ان تسود معايير الدولة الأقوى"، في اشارة واضحة الى الولاياتالمتحدة. ويقول مسؤولون في بوليفيا ان ايران يمكن ان تساعد بلادهم في استغلال احتياطاتها الكبيرة من الغاز الطبيعي بصورة افضل، في وقت تكافح شركة الطاقة التي تديرها الدولة، لترسيخ وضعها على رأس صناعة الطاقة التي خضعت للتأميم. واتفقت الحكومتان على وضع خطة خمسية للتعاون الصناعي باستثمارات قدرها بليون دولار. وقال الناطق باسم الرئاسة، آليكس كونتيرارس، ان البلدين اتفقا ايضاً على إنفاق ما يصل الى مئة مليون دولار على التكنولوجيا والتجارة وتعزيز الصناعة. بوش على صعيد آخر، أعلن محمود احمدي نجاد انه يسمح لنظيره الأميركي جورج بوش بإلقاء خطاب في جامعة إيرانية لو رغب في ذلك. وقال احمدي نجاد خلال زيارته الى أميركا اللاتينية:"إذا أراد رئيسهم جورج بوش أن يأتي، فسنسمح له بإلقاء خطاب"في جامعة إيرانية، وذلك في رد على سؤال أحد الصحافيين في التلفزيون الإيراني عما إذا كان يقبل بإلقاء"رجال سياسة أميركيين"خطابات في جامعة إيرانية كما فعل في جامعة كولومبيا، أثناء زيارته الى نيويورك بمناسبة الجمعية العامة للأمم المتحدة. الأرجنتين على صعيد آخر، رفضت ايران تصريحات الرئيس الارجنتيني نيستور كيرشنر، بأن طهران لا تتعاون مع بلاده في تحقيق قضائي تجريه في تفجير المركز اليهودي في بوينس ايريس عام 1994. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد على حسيني:"تشير تصريحات كيرشنر الى ان معلوماته إما غير حديثة، أو انه ادلى بها تحت تأثير الوضع الراهن في بلاده، المقبلة على الانتخابات، وتحت ضغوط الصهاينة". وأضاف:"في خطوة انسانية، أعربت إيران فعلاً عن استعدادها لتشكيل لجنة مشتركة قانونية وقضائية مع الارجنتين"لاستيضاح اوجه القضية.