تظاهر اكثر من مئة ألف شخص على رأسهم رهبان بوذيون في رانغون أمس، في اكبر مسيرة احتجاج ضد النظام العسكري في بورما ميانمار منذ عام 1988. ونظمت تظاهرات أخرى ضمت عشرات آلاف الأشخاص في أماكن أخرى من البلاد، خصوصاً ماندالاي وباكوكو وسط وسيتوي غرب. ورأى محللون ان التظاهرات تشكل التحدي الأكثر خطورة للمجلس العسكري الحاكم منذ حوالى عقدين، فيما لم يسعَ النظام العسكري بقيادة ثان شوي والذي لا يتسامح عادة مع اي تظاهرات حتى الآن، الى قمع الاحتجاجات التي أطلقها الرهبان البوذيون الأسبوع الماضي اثر إقرار زيادة كبيرة واعتباطية في أسعار المحروقات ووسائل النقل المشترك. وتحيط حشود المدنيين بالرهبان الذين توجهوا أمس الى حرم جامعي سابق قمع فيه عسكريون تظاهرات عام 1988، فيما مر آخرون أمام مقر الرابطة الوطنية للديموقراطية التي تتزعمها المعارضة اونغ سان سو تشي التي وضعت قيد الإقامة الجبرية منذ 2003. وأغلقت المتاجر أبوابها، وحمل بعض السكان لافتة كتب عليها:"حركتنا سلمية". ويرى مدنيون متدينون انه يمكن ان تنجح حركة الرهبان البوذيين السلمية"لأن طيبة حقيقية تدفعهم الى التحرك"، علماً ان الرهبان نجحوا في الأعوام الأخيرة في تعويض تقصير الدولة في المجالات الطبية والمدرسية والاجتماعية. وفي مبادرة ذات دلالة رمزية كبيرة، بدأ عدد من الرهبان الأسبوع الماضي برفض الصدقات من عسكريين، ما يشكل إهانة حقيقية لهم ويؤدي الى عزلهم اجتماعياً. في غضون ذلك، أعلن بو تشي مدير جمعية"مساعدة السجناء السياسيين في بورما"التي تتخذ من تايلاند مقراً لها ان المجلس العسكري الحاكم في بورما اعتقل حوالى 218 شخصاً منذ بدء التظاهرات الاثنين الماضي، مشيراً الى انهم تعرضوا"لتعذيب جسدي ومعنوي بأقصى الدرجات خلال التحقيق". وأوضح تشي السجين السياسي السابق ان السلطات لزمت الصمت في شأن المعتقلين، وغالبيتهم من الرابطة الوطنية للديموقراطية بينهم قادة مجموعة"جيل طلاب 88"الذين وقفوا خلف التمرد الديموقراطي في 8 آب أغسطس 1988 الذي سحقه العسكريون في شكل دموي، كما لم تسمح لأحد بزيارتهم. وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض ان الولاياتالمتحدة تتابع عن كثب الوضع في بورما و"تشجع"النظام على ضبط النفس والحوار.