تدخل منافسات الدوري السعودي مساء اليوم المنعطف الخامس، ومعه ترتفع وتيرة الإثارة والندية في ظل السباق المحموم بين الفرق وذلك لجمع أكبر عدد من النقاط، وتقام ثلاث مباريات، إذ يشتد الصراع في موقعة"دربي"الشرقية بين الاتفاق والقادسية، فيما يبحث النصر عن تضميد جراحه أمام ضيفه الطائي، والاتحاد يتطلع إلى مواصلة الصدارة عبر شباك مضيفه الحزم. الاتفاق - القادسية مواجهة تنافسية لا تعترف بأية معايير أو مقاييس تسبق صافرة البداية، فهناك حسابات خاصة لمثل هذه المواجهة التي تصنفها جماهير الفريقين بأنها بطولة مصغرة لأن الفوز ذو نكهة مختلفة، وما يميز لقاءات التنافس عدم الاعتراف بعوامل النقص أو المكانة في سلم الترتيب، ففي غالب الأحيان يتفوق صاحب الظروف الصعبة ويكون الفوز بداية الانطلاقة نحو النتائج الايجابية. طموحات الفريقين اليوم متباينة، فالاتفاق يحتل الوصافة بست نقاط من مباراتين، ويتطلع إلى الاستمرار في حصد النقاط والإطاحة بالمنافس التقليدي، ما يعزز حظوظه في مواصلة المزاحمة على صدارة الترتيب، وپ"فارس الدهناء"قدم أداء مقنع، سواء في التصفيات الأولية للبطولة الخليجية أو مباراتي الوحدة ونجران في مستهل مشواره المحلي، ويتألق في خطوطه عدد من الأسماء البارزة، أمثال صالح بشير والغاني البرنس تاغو في خط المقدمة، إلى جانب حسين النجعي وإبراهيم المغنم وعلي الشهري وفيصل الدوسري في منطقة الوسط، ويظل الغائب الأبرز المغربي صلاح الدين عقال بسبب الإصابة. وعلى الضفة الأخرى، يدخل القادسية بطموحات الهروب من القاع، إذ انه يتذيل الترتيب بفارق الأهداف عن النصر بنقطة يتيمة، وتبدو المباراة هي الفرصة الأخيرة للمدرب البرازيلي كارلوس الينهو، الذي سيحزم حقائب المغادرة في حال الخسارة مباشرة من أرض الملعب، لذا من المنتظر أن تكون الموقعة حامية الوطيس بين الفريقين في ظل طموحات الاتفاق للمنافسة على الصدارة، وتطلعات القادسية للهروب من المؤخرة، وأبرز ما يتسلح به مدرب القادسية خبرة الليبي أحمد الزوي في خط المقدمة، وإلى جانبه الشاب يوسف السالم، إضافة إلى حيوية عبدالملك الخيبري وصالح الغوينم وعبدالمطلب الطريدي في منتصف الميدان. النصر - الطائي يسعى النصر إلى تضميد جراحه والخروج من مغبة التفريط المستمر في النقاط، ولعل الخسارة الثقيلة التي مني بها أمام الاتحاد في الجولة السابقة بخمسة أهداف، وتراجعه إلى المركز الحادي عشر بفارق الأهداف عن القادسية صاحب المركز الأخير، زادا من تأزم أوضاع الفريق أمام محبيه، وباتت مباراة اليوم مصيرية وغير قابلة لأنصاف الحلول، والفوز هو العلاج الوحيد الذي يحفظ ماء وجه الجهازين الإداري والفني أمام جماهير الأصفر، والمدرب الهولندي فوكي بوي مطالب بفوز صريح، أو الرحيل وترك المهمة لغيره لعله ينجح في ما عجز عنه. الحرص والحيطة هما العنوان الأبرز لخطوط النصر في مباراة اليوم، ويجب أن يتحرك الحارثي بفاعلية أكثر، كما أن مرزوق العتيبي هو الآخر مطالب بدور ايجابي في خط المقدمة، فيما تقع مسؤولية مضاعفة على عاتق لاعبي الخبرة فهد الزهراني وعبدالله الواكد للقيام بادوار مزدوجة بين الدفاع والهجوم. أما فريق الطائي فيدخل المباراة وفي جعبته نقطتان من تعادلين ويبحث عن الفوز الأول واستثمار تدهور أوضاع مضيفه، وفريق الطائي من خيرة الفرق التي تجيد حصد النقاط أمام الفرق التي تفوقها عدة وعتاداً، والمدرب الفرنسي سيموندي يعتمد كثيراً على خبرة فهد العتيبي والحماد، إلى جانب حيوية سلمان متعب والسنغالي سيسيه، ولكن دفاعات الطائي تعاني من التواضع في الأداء، وسوء التعامل مع الكرات داخل منطقة الخطر. الحزم - الاتحاد يتسلح الحزم بعاملي الأرض والجمهور، وهو من الفرق التي تزداد قوة عندما تلعب داخل قواعدها، ويؤدي أفراده طوال التسعين دقيقة بالحماسة والقتالية نفسها، والمدرب البرتغالي موريس يحسن في غالب الأحيان التعامل مع مجريات اللعب ويجبر الفريق المقابل على الإيقاع المناسب لقدرات لاعبيه، وتكمن القوة الحقيقية للفريق في منطقة المناورة بوجود ماجد المرحوم على محور الارتكاز، وإلى جانبه فهد السبيعي ويعطي المدرب الضوء الأخضر لظهيري الجنب للتحرك عن طريق الأطراف، ما يزيد من فعالية الهجمة ويعطيها طابع القوة. أما الاتحاد، فيدخل المباراة بطموحات التمسك بالصدارة وتوسيع الفارق بينه وبين منافسيه، ولن تكون مهمة مدربه البوسني سليم خليلوفيتش صعبة في انتقاء التشكيل المناسب في ظل كوكبة النجوم التي تزين كل الخطوط، إلا أن محمد نور يظل العلامة الفارقة في صفوف"العميد"فهو المهندس الحقيقي للعمليات الهجومية كافة، ودائماً ما يبني المدرب تكتيكه الفني على تحركاته، كما أن مناف أبو شقير هو الآخر له بصمات واضحة على إيقاع الفريق، وتحركات نور وأبو شقير الدائمة تتيح الفرصة الكافية للمهاجمين الحسن كيتا وربينهو للوصول إلى المناطق المحرمة للخصم.