تعهدت وكالة الفضاء الأميركية، "ناسا"، أن تطلق بحلول الربيع المقبل تلسكوباً جديداً، سيمثل ثورة في عالم المتابعة الفلكية، إذ أنه مخ صص لالتقاط أشعة"غاما"، ما سيتيح مراقبة الظواهر الكونية المملوءة بالطاقة، والتي لا يمكن للتلسكوبات العاملة بالضوء المرئي مراقبتها. وسيمكّن التلسكوب العلماء من مراقبة"الثقوب السوداء"ومتابعة موت النجوم وولادتها ورصد النجوم النيوترونية وغيرها من الظواهر الكونية. وسيكون التلسكوب، الذي أطلقت عليه الوكالة اسم"غلاست"أول جهاز من نوعه في تاريخ علم الفلك. ومن خلال قدرته على مسح الأفق في شكل كامل. فمن المتوقع أن يقدم معلومات ثمينة حول المادة السوداء الغامضة وأصول نشأة الكون، ذلك إلى جانب اختبار صحة عدد من المسلمات الفيزيائية التقليدية. ومن الضروري تركيز هذا التلسكوب في الفضاء الخارجي، لأن غلاف الأرض الجوي يمنع وصول أشعة"غاما"إلى المراصد الأرضية.ولتحديد مصدر أشعة"غاما"، يعتمد التلسكوب على النشاط الإشعاعي نفسه، إذ أن حجم الطاقة الهائل في أشعة"غاما"يتيح لها التحول إلى مادة عند الاصطدام بالتنغستين. لذلك ثبت العلماء ألواحاً من التنغستين على التلسكوب تتيح ظهور الإلكترونات والبوسترونات على سطحها، ما سيوفر دليلاً على مصدر الإشعاع. وتشغل أشعة"غاما"بال العلماء منذ زمن بعيد، إذ على رغم التقدم التكنولوجي، يبقى مصدر نصف الأشعة المرصودة غير معروف.