أثارت جريمة اغتيال النائب انطوان غانم أول من أمس، موجة استنكارات دولية وعربية. وشجب الرئيس الأميركي جورج بوش في بيان أول من أمس،"محاولات سورية وإيران زعزعة استقرار لبنان". ودان بشدة"الاغتيال الشنيع للنائب اللبناني انطوان غانم"، مقدماً تعازيه بالضحايا الآخرين الذين سقطوا في هذا الاعتداء"الجبان". وأضاف:"سنبقى إلى جانب اللبنانيين في مقاومتهم لمحاولات النظامين السوري والإيراني وحلفائهما من اجل زعزعة لبنان وتقويض سيادته"، منتقداً"نمط الاغتيالات السياسية ومحاولات الاغتيال"المتتالية، ومعتبراً انه"يهدف إلى إسكات اللبنانيين الذين يدافعون بشجاعة عن رؤيتهم للبنان ديموقراطي ومستقل". وقال بوش إن الأمر يتعلق هذه المرة بپ"ترهيب"الناس قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة". وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن"حزنها"للاعتداء. وقالت في بيان أول من أمس، إن الاعتداء"يمثل فصلاً جديداً من الحملة الإرهابية التي يشنها أولئك الذين يريدون الالتفاف على التقدم الديموقراطي الذي تحقق بصعوبة في لبنان". وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أول من أمس، عن"صدمته إزاء الاغتيال الوحشي للنائب انطوان غانم"، ودان"بأشد العبارات هذا الاعتداء الإرهابي الذي يهدف إلى تهديد استقرار لبنان"، مؤكداً انه"غير مقبول". ودعا بان"كل اللبنانيين إلى إبداء هدوء بأقصى الدرجات في هذا الوقت الحساس وإفساح المجال أمام الإجراءات القضائية، كي تأخذ مجراها"، والى"مواصلة الحوار بين جميع اللبنانيين، مجدداً تأكيد"الالتزام الثابت للأمم المتحدة باستقرار لبنان وسيادته واستقلاله السياسي". وقال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون ان الرئيس نيكولا ساركوزي وجه تعازيه الحارة لعائلة النائب غانم وللشعب اللبناني بعد هذه الجريمة"التي تندرج ضمن مسلسل الجرائم التي تستهدف شخصيات محددة". وأكد ساركوزي ان فرنسا تقف دائماً الى جانب لبنان باسم الصداقة التي تربط بين البلدين. ورداً على سؤال عما اذا كان ساركوزي ما زال مستعداً للحوار مع سورية بعد هذا الاغتيال، قال مارتينون:"اننا في وضع من الضروري ان يعمل فيه جميع الفاعلين في المنطقة على ضمان استقلال لبنان". وأضاف:"ان ذلك لن يتم بالنسبة الينا الا عبر الحوار الذي يقتضي بالضرورة تنظيم الانتخابات الرئاسية. وتبعاً لذلك سنحكم على الأمر مثلنا مثل غيرنا". وتابع:"نحن ننتظر من سورية ان تبذل كل الجهد للمساهمة في استقرار لبنان، وهذا يتطلب إقامة المجال للمسار الدستوري لتجرى الانتخابات الرئاسية في شكل جيد وان على سورية ان تبدي حرصها على ذلك". وعن مسؤولية سورية في اغتيال غانم، قال مارتينون انه من"السابق لأوانه قول ذلك فهناك تحقيق قضائي والحكومة اللبنانية طلبت تحقيقاً وطبعاً فرنسا ستعمل في إطار مجلس الأمن ليعطي الاذن للجنة التحقيق الدولية لتقدم دعمها ومساعدتها". ودان رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون الجريمة بپ"شدة"، وقال في برقية تعزية إلى السنيورة:"تجاه الذين يسعون إلى إضعاف الحوار السياسي الجاري, احرص على الإعراب عن تضامن الحكومة الفرنسية مع الشعب اللبناني"، معتبراً أن"هذه التجربة يجب أن تزيد من عزمه على بناء لبنان موحد". واستنكر وزير الخارجية الأسترالي الكسندر دونر"اغتيال السياسي والمعارض البارز لسورية في لبنان"، معتبراً أن"التفجير كان محاولة جبانة لتهديد الديموقراطية في لبنان وكذلك الانتخابات الرئاسية في طريقة غير مباشرة". وأعربت رئاسة الاتحاد الأوروبي عن صدمتها العميقة واستنكارها الشديد لجريمة اغتيال غانم وآخرين من المواطنين الأبرياء، وتوجهت بالتعزية الى أهالي الضحايا. ورأت "أن هذا الاعتداء يهدف إلى زعزعة لبنان عشية الانتخابات الرئاسية، إلا أن ما حدث يجب ألا يضعف عزم اللبنانيين للوقوف بقوة في مواجهة الإرهاب". وحضت كل الفرقاء اللبنانيين وكل القوى الإقليمية على الامتناع عن أي أمور"من شأنها أن تعرض استقرار لبنان للخطر". ونددت موسكو بشدة بالاعتداء، واصفة إياه بپ"الاستفزازي"وپ"الإرهابي". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسي ميخائيل كامينين:"يجب العثور على منظمي الاعتداء ومنفذيه ومعاقبتهم"، معتبراً أنه"يحمل طابعاً استفزازياً بحكم انه تم في الوقت الذي يجرى العمل على التوصل إلى حل للأزمة السياسية في لبنان والى اتفاق بين القوى السياسية الرئيسة للبلاد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية"، ودعا الزعماء اللبنانيين إلى"ضبط النفس وان يواصلوا الحوار بهدف التوصل إلى حلول". ودان نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الخارجية ماسيمو داليما"بشدة الاعتداء الإرهابي الذي أودى بحياة النائب انطوان غانم". وقال داليما:"هذا العمل الهمجي يمثل محاولة جديدة خطيرة جداً لزعزعة استقرار الحياة السياسية في وقت حساس جداً". وأعلنت سفارة كندا في بيان أمس، أن وزير الخارجية الكندي مكسيم برنيه استنكر اغتيال غانم، مؤكداً أن بلاده"تدين بشدة هذا الاعتداء على السيادة والاستقرار والديموقراطية في لبنان، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية". وقال إن"كندا تدعم في شكل حازم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وحكومته". ودانت الصين الاعتداء، داعية إلى"الحوار في هذا البلد الذي يستعد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو في تصريح أمس، إن"الصين تدين اعتداء بيروت"، وأملت في"أن تحقق كل الأطراف في لبنان مصالحة عبر الحوار والتفاوض، كي تستعيد البلاد الاستقرار". وأعلنت وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس في بيان وزعته السفارة اليونانية في بيروت أمس، أن بلادها"تعرب عن تضامنها الكامل ودعمها للحكومة اللبنانية والشعب اللبناني. كما تدعم بكل قواها سيادة لبنان الصديق ومؤسساته الديموقراطية، وتقف إلى جانب الشعب اللبناني في الجهد الذي يبذله للحفاظ على السلام والاستقرار والوحدة والوفاق الوطني". عربياً وعربياً، دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في برقية إلى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اغتيال غانم، ووصفه بپ"الجريمة البشعة". وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا أمس، أن الملك عبدالله الثاني أعرب في البرقية عن"تضامن الأردن مع لبنان وشعبه في هذه الظروف الصعبة". ودان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بپ"شدة"اغتيال غانم، ودعا"جميع الأطراف اللبنانيين إلى التمسك بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها"، وإلى"البدء الفوري في الحوار اللبناني - اللبناني الذي يسمح بالاتفاق حول الرئيس المقبل ضمن المهلة الدستورية المعروفة". وقال أبو الغيط:"من الواضح أن هناك يداً مخربة تستهدف الاستقرار في لبنان تقف وراء مثل هذه الأعمال المتكررة التي تأتي في وقت يتسم بالحساسية الشديدة على الساحة اللبنانية وقبيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية". كما دان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بپ"شدة"اغتيال غانم، وأعرب عن أمله في ألا تؤدي هذه"العملية الإرهابية إلى عودة لبنان إلى مربع الصفر". وقال إن"هذه الجريمة تستهدف تأجيج نيران الفتنة في لبنان وتعويق مسيرة الحوار والتفاهم والاستقرار"، داعياً اللبنانيين إلى"وحدة الصف لتفويت الفرصة على العابثين بأمن البلاد". واستنكرت دولة الإمارات العربية"الجريمة النكراء". وقال وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لپ"وكالة أنباء الإمارات"إن الإمارات"تدعو اللبنانيين لتفويت الفرصة على الجهات التي ارتكبت هذه الجريمة بضبط النفس والوقوف صفاً واحداً والمضي قدماً في الحوار الوطني واستكمال الاستحقاقات الدستورية مع اقتراب الانتحابات الرئاسية"، معرباً عن"أحر تعازيه ومواساته لأسرة الفقيد انطوان غانم وأسر ضحايا الاعتداء الآثم والى الشعب اللبناني الشقيق". ايران تتهم النظام الصهيوني وندد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية السيد محمد علي الحسيني باغتيال غانم. وقال في تصريح وزع نصه المكتب الاعلامي للسفارة الايرانية في بيروت أمس:"ان مثل هذه الاعمال العدوانية لا تصدر الا عن اعداء وحدة الشعب اللبناني وتضامنه، في وقت كانت مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري تشق طريقها"، مؤكداً ان"مثل هذه الاحداث ناجمة عن مؤامرات الاعداء المعروفة للشعب اللبناني في مراحل حاسمة من تاريخه ومرتبطة بالمخططات المشؤومة للنظام الصهيوني الذي هدد ولا يزال يهدد السلطة والاستقلال والامن وتضامن الشعب اللبناني".