أجمع المجتمع الدولي امس على إدانة الاعتداء الذي أسفر اول من امس الأربعاء الماضي عن مقتل النائب وليد عيدو في تيار "المستقبل" الذي يتزعمه النائب سعد الحريري، ونجله وثمانية اشخاص آخرين مكرراً دعمه الحكومة اللبنانية. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جريمة الاغتيال ب"الاعتداء الإرهابي"وشجب بشدة"الجريمة البشعة الهادفة الى زعزعة استقرار لبنان". ودعا في بيان وزعه مكتبه الإعلامي، اللبنانيين الى الوحدة، وحض المسؤولين منهم على إيجاد حل للمشاكل السياسية لبلادهم. كما دانت الولاياتالمتحدة الأميركية عملية الاغتيال وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت من جهتها ان الاعتداء"عمل جديد جبان ضد عضو شجاع في البرلمان المنتخب ديموقراطياً في لبنان". ورأت فيه"محاولة لإسكات مسؤول سياسي آخر يعمل من اجل لبنان سيد وديموقراطي". ودعت رايس الى وضع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان موضع التنفيذ سريعاً، وقالت ان هذه المحكمة الخاصة"يجب ان تقوم بعملها لكي يمثل المسؤولون عن اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والاغتيالات ذات الصلة امام العدالة". ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي"بكل حزم جريمة الاغتيال البشعة"، مذكراً بأنها الأولى"منذ اغتيال الوزير بيار الجميل في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأمل في ان"يتم كشف ملابسات هذا الاغتيال البشع وأن يحال منفذو هذا العمل الدنيء على القضاء". وندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني بشدة بپ"الجريمة الإرهابية"، معرباً عن تضامنه"مع ابناء الشعب والمسؤولين في لبنان". وعلى الصعيد العربي، دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في برقية وجهها الى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الأربعاء، الاغتيال، وقال الديوان الملكي الهاشمي في بيان ان الملك عبدالله الثاني عبر عن"إدانته الشديدة للانفجار الذي أدى الى وقوع عدد من الضحايا الأبرياء"، مؤكداً"وقوف الأردن وتضامنه مع لبنان لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها". وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالجريمة، معبراً في بيان عن استنكاره الشديد"لهذه الجريمة الإرهابية التي تستهدف إثارة الفتنة في لبنان ودفع هذا البلد العربي ليكون ساحة للصراعات الدائرة في المنطقة". ودعا موسى جميع القيادات اللبنانية الى"اليقظة والحذر من المخططات التي تحاول تمزيق اللبنانيين والعبث بأمن لبنان واستقراره". وفي القاهرة، أعرب وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط عن أسفه ل"العمل الغادر"، داعياً القوى السياسية اللبنانية الى"الوحدة والاتفاق سياسياً على معالجة قضاياها في إطار من الوحدة الوطنية". وفي باريس، اقيم امس تجمع امام السفارة اللبنانية دعت إليه قوى 14 آذار. ودانت سورية أمس اغتيال النائب عيدو، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في بيان:"تدين سورية بشدة جريمة التفجير التي أودت بحياة النائب وليد عيدو وآخرين وتدين أيضاً كل فعل شأنه العبث بالاستقرار في لبنان". واستهجن المصدر حملات الافتراء والتضليل التي يقوم بعض اللبنانيين الذين دأبوا على توجيه الاتهام إلى سورية فور وقوع أي جريمة وقبل بدء أي تحقيق! واعتبر"من يستغل مسلسل الجرائم الذي استهدف شخصيات لبنانية على خلاف مع سورية لتوجيه الاتهام إليها إنما يساهم في إنفاذ مخطط تآمري على لبنان وسورية" وأضاف المصدر:"ان التوصل إلى توافق وطني يؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمسك بزمام الأمور هو الذي يحصن لبنان إزاء أعدائه ويمكنه من التصدي للعبث الأمني الذي تحركه أيدٍ خفية موجودة في لبنان ومعادية لأمنه واستقراره". وأعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي عن"إدانته الشديدة للاعتداء على حياة النائب وليد عيدو ورفاقه". وعبر عن"تعازيه لحكومة لبنان وشعبه في هذا الحدث الأليم الذي يستهدف أمن لبنان واستقراره". ودعا كل"الأطراف اللبنانيين إلى العودة إلى طاولة الحوار حرصاً على وحدة لبنان واستقراره". واتهم نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام النظام السوري بارتكاب الجريمة وقال في بيان تلقت"الحياة"منه نسخة بالفاكس:"الجريمة الغادرة التي اودت بحياة الصديق الشهيد وليد عيدو وولده، حلقة من مسلسل تخريب لبنان وسبقها جريمة الاعتداء على الجيش اللبناني من جانب عصابة شاكر العبسي لاثارة الفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين وتبعها ارسال شاحنة مليئة بالمتفجرات الى النجف في العراق".