وجهت موسكو رسالة قوية جديدة الى الولاياتالمتحدة باعلان تصميمها على الانسحاب رسمياً من معاهدة الحد من الاسلحة التقليدية في اوروبا بحلول ليل 12-13 كانون الاول ديسمبر المقبل، في حال لم يستجب الغرب لمطلبها المصادقة على صيغة معدلة للمعاهدة تشمل جمهوريات سوفياتية سابقة، وحملت الولاياتالمتحدة مسؤولية انهيار المعاهدة بسبب"سياسات التوسع العسكري في شرق اوروبا". وحمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك واشنطن مسؤولية تدهور علاقات موسكو مع حلف شمال الاطلسي الناتو بسبب ما وصفه بأنه سياسات التوسع العسكري في شرق اوروبا. وقال في جلسة مناقشة خاصة للمعاهدة عقدت في مجلس الدوما البرلمان ان روسيا"لم تنفذ الخطوة الاولى لهدم المعاهدة بل الولاياتالمتحدة"، مشدداً على ان المعاهدة باتت غير صالحة"حتى في صيغتها المعدلة، وينبغي استبدالها بأخرى جديدة تأخذ في الاعتبار المتغيرات الكبرى". وأشار الى ان تحديد ليل 12-13 كانون الاول المقبل موعداً لانسحاب روسيا رسمياً"لن يكون نهاية العالم"، في اشارة الى استعداد موسكو لمناقشة تطبيق المعاهدة مجدداً"في حال التوصل الى حل قبل هذا الموعد او بعده". وكان اللواء فلاديمير نيكيشين احد كبار المسؤولين في دائرة المعاهدات والاتفاقات الدولية التابعة لوزارة الدفاع، قال ان"انسحاب بلاده من المعاهدة لن يعني تصعيدها عمليات نشر الأسلحة خلال الفترة المقبلة"، ما شكل مؤشراً الى استعداد موسكو للتراجع عن قرارها اذا ابدى حلف الاطلسي مرونة حيال مطالبها، علماً ان كيسلياك أكد نية روسيا المشاركة في المؤتمر الخاص بمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا والمقرر في المانيا في الأول والثاني من الشهر المقبل بهدف التوصل الى حل للمشكلة. ووقعت المعاهدة التي تنص على خفض حال التوتر في اوروبا عبر تقليص الوجود العسكري التقليدي لحلفي وارسو والاطلسي، وامتلاك كل طرف عدداً معيناً من قوات سلاح الدبابات والمدرعات والانظمة الصاروخية والطائرات والمروحيات القتالية عام 1990، ودخلت حيز التنفيذ عام 1992 حين كان الاتحاد السوفياتي يلفظ أنفاسه الاخيرة. لكن انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك حلف وارسو وبرامج توسيع الحلف الغربي في اوروبا الشرقية احدثت خللاً كبيراً في التوازن القائم، ما دفع الطرفين الى توقيع صيغة معدلة للمعاهدة في اسطنبول عام 1999 لم يصادق عليها الحلف الغربي، ما ادى بحسب الروس الى نشوء وضع تحول فيه حوض البلطيق الذي يضم جمهوريات سوفياتية سابقة انضمت الى حلف الاطلسي الى منطقة حرة من القيود المفروضة على التسلح، في وقت حظرت المعاهدة المعدلة على موسكو نشر قواتها في مناطقها الحدودية الغربية. ودفع هذا الوضع اضافة الى نية واشنطن نشر قواعد عسكرية في بلغاريا ورومانيا وظهور مشروع الدرع الصاروخي الاميركي في بولندا وتشيخيا اخيراً، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى اعلان تجميد العمل بالمعاهدة منتصف حزيران يونيو الماضي حتى المصادقة عليها في كل دول حلف الاطلسي.