انضم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الى رئيس الوزراء ايهود اولمرت في السعي الى تهدئة الموقف مع سورية، وأكد:"اننا على استعداد للحوار مع دمشق بعدما انتهى التوتر بيننا"، في وقت وصفت أوساط سورية مطلعة كلام اولمرت، مساء اول من امس في شأن الاستعداد لاستئناف مفاوضات السلام مع دمشق من دون شروط مسبقة، بأنه يستهدف"خفض التوتر"الذي ساد إثر خرق الطائرات الاسرائيلية الاجواء السورية في السادس من ايلول سبتمبر الحالي. وأكدت نتائج استطلاع جديد للرأي في إسرائيل نشرت أمس عن"العملية الغامضة"، أن الإسرائيليين ما زالوا يعتمدون في تقويمهم أداء رئيس حكومتهم على مدى إطلاقه يد الجيش لتنفيذ عمليات عسكرية ... في أعماق"أراضي العدو"تشبع رغبتهم في رؤية قدرات جيش الدفاع. راجع ص4 وقال بيريز إن"الأعصاب المشدودة والتوتر بيننا وبين سورية انتهيا"، وإن ما قاله رئيس الحكومة في هذا الشأن"صحيح وواضح جداً... إننا على استعداد للتحاور المباشر مع السوريين في شأن السلام". وتابع انه"ما من داعٍ لعصبية استراتيجية في إسرائيل". ومع استمرار التزام المسؤولين السوريين الرواية الرسمية ازاء الخرق الجوي الاسرائيلي، خصوصاً ان دمشق"بادرت"بالاعلان عنها، مع نفي ما ورد في صحف اميركية واسرائيلية في شأن المزاعم عن اهداف عسكرية لها علاقة بكوريا الشمالية ضُربت في شمال البلاد، قالت مصادر مطلعة إن دمشق"ردت عسكرياً على الخرق"وأجبرت المضادات الجوية السورية الطائرات على المغادرة وإلقاء ذخائرها في أماكن خالية من دون إصابات بشرية او مادية، مشيرة الى ان دمشق سعت بعد ذلك الى"ضبط النفس وعدم التصعيد". ولوحظ في دمشق ان عملية الخرق حصلت هذه المرة في شمال شرقي البلاد على عكس العدوان في منطقة عين الصاحب في نهاية 2003 والخرق الجوي في الساحل السوري صيف العام الماضي، الأمر الذي يعني وجود"طرفين اضافيين"هما الولاياتالمتحدة وتركيا و"عنصر اضافي"يتعلق هذه المرة بإيران، وبعد توفير الجانب الاميركي في العراق"شيفرات"الطيران للاسرائيليين كي لا يحصل تداخل في الاشارات خلال عملية الخرق. وطرحت تساؤلات عما اذا كان المقصود من العملية في احد ابعادها"فرز الاوراق"في المرحلة المقبلة في ما يخص العلاقة مع ايران. وانضمت كوريا الشمالية امس لنفي وجود أي تعاون عسكري نووي مع سورية، واعتبرت ان التقارير الاعلامية التي تحدثت عن هذا الاحتمال"مؤامرة لا أساس لها من الصحة لفَّقها من يعارضون تحسن علاقات بيونغيانغ مع واشنطن". ووفقاً لاستطلاع الرأي الاسرائيلي، الذي أجراه معهد"داحف"لحساب صحيفة"يديعوت أحرونوت"، كانت"العملية الغامضة"للطيران الإسرائيلي كافية، ليستعيد اولمرت بعض شعبيته المفقودة منذ عام في أعقاب فشل الحرب على لبنان، ولتحسين صورة الجيش التي اهتزت في الحرب. وقال 20 في المئة من المشاركين إنهم"غيّروا نظرتهم إلى رئيس الحكومة ايجاباً"وتمثل ذلك في ارتفاع نسبة الذين قوّموا أداء اولمرت ب"الجيد"من 25 في المئة قبل أسبوعين إلى 35 في المئة. وانخفضت نسبة الذين يعتبرون الأداء"غير جيد"من 70 إلى 63 في المئة.