كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس ان خرق الطائرات الاسرائيلية الأجواء السورية في شمال شرقي البلاد، ليل الاربعاء - الخميس، جاء بعد ساعات من نقل مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اليه ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيبدأ خفض عديد قواته المنتشرة في مرتفعات الجولان المحتلة على خلفية التوتر بين البلدين. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة"ان المعلم اطلع السفراء المعتمدين في دمشق، خلال لقائه بهم صباح أمس، قبل توجهه الى تركيا، على تفاصيل"العدوان الاسرائيلي"والمسار الذي سلكته طائراته وصور للذخائر التي القتها في شمال شرقي البلاد. وقال إن سولانا أبلغه خلال"لقاء سريع"، على هامش اجتماع المؤتمر الوزاري العربي في القاهرة الاربعاء الماضي، أن اولمرت سيبدأ خفض عديد القوات في الجولان وسحب القوات التي انتشرت بعد التصعيد الأخير في الصيف الماضي،"فيما كان الإعداد جاريا لخرق طائرات اسرائيلية الأجواء السورية بعد ساعات فقط". وعلم ان المعلم اتصل صباح الخميس بسولانا ليخبره تفاصيل العملية الاسرائيلية، مشيراً الى أن ما حصل يتناقض مع ما قاله له اولمرت، ومع ما تعلنه اسرائيل عن رغبتها في السلام. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة"ان سولانا وعد بمعاودة الاتصال بدمشق. وأوضح الوزير للسفراء ان هذا"التصعيد يؤكد عدم رغبة اسرائيل في السلام"لأنها"بدلاً من ان تخفض التوتر في الجنوب صعّدت في شمال"سورية. وأوضحت المصادر ان سفراء دول الاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية وروسيا البيضاء واوكرانيا وتركيا اطّلعوا على صور للذخائر التي القتها الطائرات والمسار الذي اتخذته لدى خرق الاجواء في حدود الساعة الواحدة والنصف فجر الخميس، بدءاً من دخولها الأجواء السورية من جهة البحر الأبيض المتوسط، وانتهاء بوصولها الى قرب دير الزور، قبل ان تلتف عائدة بمحاذاة الحدود مع تركيا. وتضمن الملف، الذي اطلع عليه السفراء، صوراً لبقايا خزانات الوقود والذخائر التي ألقتها الطائرات. وأعلن في تركيا ان الطائرات القت خزانات وقود في لواء اسكندرون هاتاي وان انقرة طلبت"توضيحاً"رسمياً من اسرائيل. وقالت المصادر إن المعلم أكد ان"الحرص على عدم التصعيد يقتضي ادانة ما قامت به اسرائيل على اساس الاعتقاد بأن التصعيد الاسرائيلي يهدد بتصعيد التوتر في الشرق الاوسط"، علماً بأن البيان العسكري السوري أشار الى ان دمشق"تحتفظ بحق الرد". وطرح عدد من السفراء اسئلة استيضاحية، فأبلغهم المعلم نتائج المؤتمر الوزاري العربي وضرورة ان يكون"السلام شاملا"وان يقوم المؤتمر المقرر عقده في تشرين الثاني نوفمبر المقبل على"أسس واضحة من دون غموض". وفي اسرائيل، رفض اولمرت التعليق على الموضوع في تصريحاته التي سبقت الاجتماع الاسبوعي للحكومة، واكتفى بكيل المديح الى الجيش على"نجاحاته وشجاعته". وقال إنه"لا يمكن الكشف للجمهور عن كل الاوراق التي في يدنا". وتواصل التزام الإعلام الإسرائيلي أوامر الرقابة العسكرية الصارمة بعدم نشر تفاصيل لتحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية، وبث الانطباع بأن"الأمور طبيعية"، وأن لا نية لإسرائيل بالتصعيد، لكن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال أهارون زئيفي فركش توقع أن تشهد الأسابيع المقبلة توتراً مع دمشق، مستخفاً في الآن ذاته كما فعل وزير شؤون المتقاعدين رافي ايتان، بتصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن"سورية تدرس سلسلة من الردود". من جهته، اتهم وزير شؤون المتقاعدين رافي ايتان، وهو ضابط كبير سابق في جهاز"موساد"، سورية بتشجيع الإرهاب مستبعداً أن يعود البلدان إلى طاولة المفاوضات في المستقبل القريب. وأضاف:"لا يمكن للسوريين ان يقولوا انهم يرغبون في السلام وفي الوقت ذاته يشجعون الارهاب". ونصح الإعلام الإسرائيلي بأن"يحذو حذو الإعلام الدولي الذي لم يعد يطرق الموضوع"، وقال:"كلما قللنا من التأجيج يكون الأمر في مصلحتنا".