حققت الشرطة الباكستانية أمس، في الروابط المحتملة بين تنظيم "القاعدة" والانتحاري الذي تسبب اول من امس في مقتل 20 جندياً من فرق النخبة المكلفة مطاردة أعضاء التنظيم في قاعدة تاربيلا العسكرية التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة شمال غرب، ما شكل ضربة لإسلام آباد التي تواجه صعوبات في الحرب التي تخوضها ضد الإسلاميين المتشددين. ونفذ الهجوم لدى تناول الجنود العشاء في قاعة طعام، وأسفر ايضاً عن جرح 30 آخرين، علماً ان الجيش أرجأ كشف حدوث الهجوم لتفادي تأثيره"الكارثي"على معنويات القوات والرأي العام، خصوصاً ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي تحول هدفاً ل"القاعدة"منذ ان اصبح حليفاً كبيراً لواشنطن في"الحرب على الإرهاب", انضم سابقاً الى وحدة النخبة. وسعى الناطق باسم الجيش اللواء وحيد إرشاد الى ان يفسر الاعتداء في تاربيلا والذي بدا مستحيلاًَ في القاعدة المحصنة من دون وجود شركاء للمنفذ في الداخل, وقال ان"الجيش يقلص يوماً بعد يوم هامش تحرك الارهابيين، لذا يسعون الى الانتقام". وعلى رغم ان الجيش اكد انه قتل اكثر من 80 مقاتلاً اسلامياً في المناطق القبلية في اليومين الأخيرين، لكنه يستهدف ايضاً بهجمات قاتلة وعمليات خطف كثيرة اضطرته إحداها الى التفاوض منذ اكثر من اسبوعين للإفراج عن حوالى 240 جندياً اسرهم من دون مقاومة قبليون موالون لحركة"طالبان"الأفغانية. في غضون ذلك، أعلن حزب"الشعب الباكستاني"ان زعيمته رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو ستعود الى باكستان من المنفى في 18 تشرين الاول اكتوبر المقبل، مشيراً الى انها ستصل الى مدينة كراتشيجنوب, فيما أكدت الحكومة أنها لن تعيد بوتو الى المنفى كما حصل لدى محاولة رئيس الوزراء السابق نواز شريف دخول باكستان الاثنين الماضي. وتجري بوتو محادثات مع الرئيس مشرف الذي يعاني من أزمة سياسية في محاولة للتوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة قبل الانتخابات العامة والرئاسية التي ستجري في الأشهر المقبلة. لكن ايقاع التقدم في هذه المحادثات بطيء بسبب مطالبة بوتو الرئيس بالتخلي عن قيادة الجيش والتنازل عن سلطات رئيسية اضافة الى منحها عفواً من تهم فساد اجبرتها على اختيار العيش في المنفى. وفي أفغانستان، أعلن الجيش الأميركي ان قوات التحالف قتلت عشرة من"طالبان"في معركتين اندلعتا في جنوبأفغانستان، فيما قتل شرطيان وجرح ثلاثة في انفجار قنبلة زرعت على طريق وجرى التحكم بها من بعد في مدينة خوست شرق. وسقط خمسة من"طالبان"خلال دهم مجمع يشتبه في أيوائه متمردين في ولاية هلمند، حيث عثر على كميات من الأفيون والأسلحة بينها قذائف صاروخية، وقتل خمسة آخرون في غارة استهدفت مخبأ للمسلحين في ولاية غزني. جاء ذلك غداة إعلان الجيش الأميركي مقتل اكثر من 45 من"طالبان"في ضربات جوية. على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزف يونغ استمرار الالتزام العسكري لبلاده في أفغانستان، على رغم الضغوط التي تمارسها"طالبان", والجدل الداخلي في هذا الشأن. وقال يونغ لصحيفة"لو فيغارو الفرنسية:"لا شك اننا سنبقى"، مؤكداً ثقته بنيل تأييد غالبية اعضاء مجلس النواب الألماني خلال التصويت الشهر الجاري على تمديد المهمة في أفغانستان، مشدداً على ضرورة"ايجاد التزام اكبر بتدريب القوات العسكرية والشرطة الأفغانية". وقال:"نعتزم ارسال 195 شرطياً من الاتحاد الأوروبي الى افغانستان بهدف تأهيل 70 الف جندي و80 الف شرطي". بدوره، أبدى رئيس الحزب الليبرالي غيدو فيسترفيلله استياءه من انتقاد الأمين العام للحلف الأطلسي ناتو ياب دوهوب شيفر في شكل غير مباشر امتناع ألمانيا عن إرسال جنود إلى جنوبأفغانستان وعدم إظهارها مرونة عسكرية، واتهمه بالتدخل في الشؤون الداخلية لألمانيا. ورحب فيسترفيلله بموقف الحكومة القاضي بعدم توسيع مهمة الجنود الألمان إلى الجنوب، معتبراً نشاط الجيش الألماني في الشمال"خطراً في شكل كافٍ". وصرح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في اعقاب لقائه شيفر في برلين بأن بلاده"قدمت دائماً مساعدات طارئة إلى جنوبأفغانستان في مجال تقنية الاتصالات، إلى جانب نشاطها المدني في الجنوب". ورحبت رئيسة الكتلة النيابية لحزب الخضر ريناته كوناست بالتزام الحكومة بالبقاء في شمال افغانستان لمواصلة تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار. وأبدت اعتقادها بأن غالبية نواب حزبها ستصوت إلى جانب تمديد مهمة الجيش الألماني في أفغانستان.