بعد أقل من سنة على انطلاق مجلة "نقد" الفصلية التي تعنى بنقد الشعر العربي من خلال تكريس كل عدد من اعدادها لتناول تجربة شاعر واحد بأقلام نقاد وشعراء شباب، تنطلق"الغاوون"، وهي جريدة اسبوعية للشعر، مطلع كانون الاول ديسمبر المقبل من بيروت. وفي ظل غياب القارئ العربي في شكل عام، وقارئ الشعر خصوصاً، لا بد من ان تكون فكرة هذه الجريدة مغامرة مكلفة على كل الصعد، لكن زينب عساف أحد مؤسسي هذا المشروع ترد على ذلك بالقول:"تم التخلي عن الشعر كلياً، وحين يتم دعمه يوضع في خانة لزوم ما لا يلزم. يحتاج الشعر العربي الى مشاريع ودعم وإنعاش. صحيح انه وهم كبير لكنه وهم قيادي. وليس صدفة ان ما يسمى عصر الانحطاط العربي كان عصر انحطاط شعري ايضاً. وتتابع عساف:"ليس بالجوائز فقط يتم دعم الشعر، فإعالة شاعر واحد من خلال جائزة لا تشكل اعالة للمشروع الشعري العربي، اذا صحت هذه التسمية هنا. لا بد من مشروع يسد الفراغ الذي خلّفه غياب المجلات التي كانت تتبنى جيلاً شعرياً ما او حركة شعرية معينة". ويرى ماهر شرف الدين ان جريدة"الغاوون"ستفعل ما لا تستطيع"نقد"فعله، أي مواكبة الحركة الشعرية العربية الشبابية القائمة اليوم، ودفع الشعراء الشباب الى بؤرة الضوء، وجعل حركتهم مركزية بالنسبة الى الشعر العربي الحديث."مجلة"نقد"كشفت الفراغ الهائل الذي نعيشه بسبب غياب المشاريع الراعية للشعر... لقد نفد العدد الاول ? على علاته ? خلال اقل من شهر، وقمنا بطبعة ثانية له، وبتنا نطبع الأعداد اللاحقة بكميات مضاعفة. ومعظم المشجعين والقراء هم الشباب الذين راحوا يطالبوننا بفتح المجلة على آفاق أرحب وعدم الاقتصار على نقد تجربة شاعر واحد... ولأننا لا نستطيع"خردقة"الفكرة التي أعطت المجلة هويتها، ولدت فكرة"الغاوون"التي ستتولى مواكبة حركة الحداثة الشعرية الشبابية، وقد كان حظنا كبيراً بوجود اشخاص متحمسين قرروا تمويل المشروع وإن بحده الأدنى... وفي هذا المعنى فإن تجربتي"نقد"وپ"الغاوون"ستتكاملان في الطموح". ورداً على سؤال حول اقتصار الجريدة على الشعر وعدم انفتاحها على الفنون الكتابية الاخرى كالرواية والقصة والمسرح... يقول شرف الدين:"سيكون قسم منوّع في الجريدة لمواكبة كل ذلك، لكن اصرارنا على الشعر ينبع من خصوصية هذا"الكائن"في حضارتنا العربية، اذ ليس من الصدفة في شيء ان ما نسميه عصر انحطاط عربي كان عصر انحطاط شعري ايضاً". الجريدة التي تعرّف نفسها بپ"الشبابية"ستتولى تحريرها مجموعة من الشعراء الشباب بأمل ان تكون شبكة تواصل واتصال بين المشهد الشعري الشاب في مختلف ارجاء العالم العربي، ومنبراً للشعر الجديد الذي لا يجد منبراً في بلاده. جريدة اسبوعية للشعر؟ ومن بيروت التي تعيش حالاً من الصراع السياسي الذي لم يبقِ ولم يذر... مشروع يستحق المواكبة حقاً، ويثبت ان هذه المدينة ستبقى عاصمة الشعر والثقافة العربيين.