أعرب مكتب محاسبة الحكومة، وهو هيئة مستقلة مكلفة من الكونغرس، عن شكوكه في حقيقة تراجع العنف في العراق فيما يستعد قائد القوات المتعددة الجنسية الجنرال ديفيد بترايوس لتأكيد ذلك أمام الكونغرس. جاء ذلك في حين أكد تقرير لصحيفة"نيويورك تايمز"انخفاض عدد الضحايا المدنيين لأعمال العنف في العراق بنسبة 50 في المئة منذ نهاية العام الماضي، إلا أنها تساءلت عن القدرة على الحفاظ على هذا الانخفاض في حال البدء بسحب القوات الأميركية من هذا البلد المضطرب أمنياً. وقال المراقب العام لمكتب محاسبة الحكومة ديفيد ووكر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن ثمة"فارقاً كبيراً"في المقاربة بين مكتب المحاسبة والبنتاغون في شأن العنف في العراق. وأوضح أن"الفارق الأول بيننا مكتب المحاسبة والعسكريين يتعلق بمعرفة ما إذا كان العنف انخفض أم لا في العراق، مع أخذ العنف الطائفي في الاعتبار". وخلص تقرير لمكتب المحاسبة نُشر الثلثاء الماضي الى أن الحكومة العراقية لم تحقق 11 هدفاً من الأهداف ال18 التي حددها الكونغرس الاميركي لتقويم مدى تقدمها في المجالين العسكري والسياسي، وفشلت في خفض العنف. ورأى التقرير أن"من الصعب تقويم ما إذا كان العنف الطائفي انخفض في العراق"، لافتاً الى أن"هذا مؤشر أساسي في المجال الأمني"، مشيراً الى صعوبة الحكم على الطابع الطائفي أو الاجرامي البحت لعملية قتل. ويتوقع أن يؤكد الجنرال ديفيد بترايوس الذي سيدلي بشهادته الاثنين والثلثاء المقبلين أمام الكونغرس الذي يسعى الى تقويم التقدم المرتبط بتعزيز الوجود العسكري الاميركي في العراق، على تراجع كبير للعنف الطائفي. ويشير أيضاً بحسب بعض المصادر الى انخفاض بنسبة 75 في المئة. وأعرب ووكر عن اعتقاده أمام مجلس الشيوخ"بأن عليكم أن تسألوه عما يصفه بالعنف الطائفي"، موضحاً أن مكتب المحاسبة"لم يشعر بالارتياح إلى منهج العسكريين في تحديد ما يعتبرونه عنفاً طائفياً، وما لا يعتبرونه كذلك". وفي هذا السياق، أفادت صحيفة"نيويورك تايمز"أن الأرقام العسكرية الأميركية تظهر نجاح القوات الأميركية في تحقيق تقدم باتجاه هدفها الأساسي القاضي بحماية الشعب العراقي. وتابعت أن البيانات عن السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية والاصابات في صفوف المدنيين وغيرها من الاعتداءات الدموية، تشير الى ان مستوى العنف انخفض، على رغم أن أعداد الضحايا أكبر من تلك التي سجلها عامي 2004 و2005، أي قبل تفجير القبة الذهبية لمرقدي الامامين العسكريين في سامراء. إلا أن الصحيفة اعتبرت أن هذه الأرقام التي جمعها الجيش الأميركي تثير عدداً من الأسئلة المهمة، ومنها: هل يمكن الحفاظ على هذا الانخفاض خلال الأشهر المقبلة، وخصوصاً مع حلول شهر رمضان الذي يشهد عادة ارتفاعاً في أعمال العنف؟ وهل هذا الانخفاض عميق الى درجة يمكن معها إجراء مصالحة سياسية عرقلها العنف الطائفي؟ وهل يمكن الحفاظ على هذا الانجاز في حال خفض عديد القوات الأميركية وتسلم القوات العراقية مزيداً من المهمات الأمنية؟ وكشفت"نيويورك تايمز"أن الجانبين العراقي والأميركي يشيران الى أن عدد الضحايا المدنيين لأعمال العنف انخفض بنسبة خمسين في المئة منذ نهاية العام الماضي، أي مع بداية العمل بالاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي جورج بوش. إلا أن مؤسسة بريطانية شككت في هذا الرقم كونه مرتبطاً بالشهور الستة الأخيرة من العام الماضي، والتي سجلت ارتفاعاً قياسياً في أعمال العنف مقارنة بالفترات السابقة. وقالت"إراك بودي كاونت"التي تتولى إحصاء عدد ضحايا الحرب العراقية، إن مستوى أعمال العنف ما زال مرتفعاً على رغم هذا الانخفاض النسبي.