وقع الرئيس جورج بوش قانون تمويل الحرب في العراق بعدما نجح في الصمود امام الجهود التي بذلها خصومه الديموقراطيون لفرض جدول زمني للانسحاب. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان البيت الابيض يدرس احتمال خفض عديد الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق بنسبة 50 في المئة منتصف العام المقبل. وبتوقيعه النص يحرك بوش نحو مئة بليون دولار لدفع نفقات العمليات التي يقوم بها 147 الف جندي اميركي في العراق ونحو 25 الف آخرين منتشرين في افغانستان حتى ايلول سبتمبر المقبل. واعرب بوش في بيان عن ارتياحه قائلاً:"ان الكونغرس صوت على تزويد جنودنا بالاموال التي يحتاجون اليها لحماية وطننا واني سعيد بتوقيع القانون". ويسجل توقيعه هدنة موقتة بين البيت الابيض والديموقراطيين، وحتى قسم من اصدقائه الجمهوريين، بعد اكثر من ثلاثة شهور من شد الحبال. الى ذلك، ذكرت صحيفة"نيويورك تايمز"على موقعها الالكتروني مساء الجمعة ان البيت الابيض يعمل على فرضيات عدة لخفض عديد الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق، وان الخفض قد يصل الى 50 في المئة منتصف العام المقبل. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين كبار، طلبوا عدم كشف اسمائهم، ان القوات الاميركية المنتشرة في العراق قد ينخفض عديدها الى حوالي مئة الف عنصر في ربيع 2008، العام المرتقب ان تجري فيه الانتخابات الرئاسية. وبحسب الصحيفة فان الفرضيات التي يعمل عليها البيت الابيض تميل ايضاً الى الحد بشكل كبير من مهمات القوات الاميركية التي امرها الرئيس جورج بوش في كانون الثاني يناير الماضي بالسيطرة مجددا على بغداد ومحافظة الانبار. واضافت"نيويورك تايمز"ان دور هذه القوات سيكون التركيز على تدريب القوات العراقية ومحاربة تنظيم"القاعدة"، لكن لا يوجد اي مؤشر يدل على ان بوش مستعد ليوقف بسرعة ارسال التعزيزات الاميركية الى العراق. ومن بين المؤيدين لخفض حجم الجنود الاميركيين ومهماتهم اعتباراً من العام المقبل وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اضافة الى عدد من الجنرالات في البنتاغون. وذكرت الصحيفة أن أبرز قائدين عسكريين في العراق وهما الجنرال ديفيد بترايوس واللفتنانت جنرال ريموند اوديرنو لم يشاركا في المناقشات. وتابعت أنهما كانا، مثل قادة آخرين، واضحين في ضرورة عدم الاسراع في سحب القوات قبل كانون الثاني عام 2009 عندما تنتهي فترة ولاية بوش. وقال عدد من المسؤولين إن هناك أملاً بأن يؤدي خفض القوات الى تحويل النقاش في شأن العراق في الحملة الانتخابية الرئاسية من تحديد جدول زمني لسحب القوات الى ما يمكن أن يحققه وجود أميركي طويل الامد هناك. في غضون ذلك، كشف تقرير للكونغرس الاميركي نشر الجمعة ان اجهزة الاستخبارات الاميركية حذرت ادارة الرئيس بوش قبل اجتياح العراق من احتمال دخول تنظيم"القاعدة"الى هذا البلد ومن ان احلال الديموقراطية هناك لن يكون سهلاً. واشار التقرير، الذي اعدته لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الى ان الخبراء توقعوا ان تستفيد ايران من الفراغ السياسي في العراق.