هاجمت "حركة الشباب المجاهدين" التي تتبنى غالبية الهجمات ضد القوات الصومالية وحلفائها الإثيوبيين في مقديشو، قيادات"المحاكم الإسلامية"لمشاركتها في مؤتمر تستضيفه أسمرا لمعارضي الحكومة الصومالية، واعتبرتها"مؤامرة تهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام المجاهدين وإجهاض مشروع الدولة الإسلامية المنشودة". وهدد المشاركون في المؤتمر بشن"حرب شاملة"على القوات الإثيوبية، وانتقدوا تغاضي الولاياتالمتحدة عن نشر أديس أبابا جنودها في الصومال. ويُعتقد على نطاق واسع أن"الشباب المجاهدين"هي الذراع العسكرية ل"المحاكم"التي طردتها القوات الحكومية والإثيوبية من جنوبالصومال نهاية العام الماضي، كما تردد أكثر من مرة أن القائد العسكري ل"المحاكم"آدم حاشي عيرو هو نفسه زعيم حركة"الشباب"التي تشن هجمات يومية على الحكومة وحلفائها في مقديشو. لكن"الشباب المجاهدين"قالت أمس في بيان على موقع تستخدمه التنظيمات القريبة من"القاعدة"على الإنترنت، إن مشاركة"المحاكم"مع المعارضة العلمانية في مؤتمر أسمرا"ما هي إلا مؤامرات تهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام المجاهدين وإجهاض مشروع الدولة الإسلامية المنشودة". واعتبرت أن المؤتمر المناهض للحكومة"يسير على خطى مؤتمرات المصالحة الصومالية السابقة بعيداً من نهج مجلس المحاكم الإسلامية من حيث الشكل والمضمون". واستنكرت"الحضور الأجنبي التام"في المؤتمر، معتبرة أنه"مخاطرة بالعمل الإسلامي كله، وفخ نصب للحيلولة دون قيام دولة إسلامية". وتوجهت إلى قادة"المحاكم"المشاركين في المؤتمر:"لا يخدعنكم أعداء الله ولا تغتروا بما يظهرونه لكم من طيب الكلام وحلاوة اللسان". واعتبرت أن"وحدة الصف مطلوبة وواجبة، غير أنها لا تكون إلا على أساس العقيدة والدين ... والجهاد هو الدواء الوحيد". وأفردت"أدلة شرعية"كثيرة"تفند"منطق المشاركين، محذرة من اتباعهم. ويشارك في مؤتمر أسمرا الذي افتتح قبل ثلاثة أيام زعيم"المحاكم"المتهم بالارتباط ب"القاعدة"حسن ضاهر عويس والقيادي البارز شريف شيخ أحمد، إضافة إلى عدد من معارضي الحكومة الصومالية في الخارج ووزراء ونواب سابقين. ونقلت وكالة"رويترز"عن المشاركين في المؤتمر انتقادهم الولاياتالمتحدة لسماحها لإثيوبيا بإبقاء قواتها في بلدهم. وقال الناطق باسم المؤتمر زكريا محمود عبدي للصحافيين إن الوفود المشاركة"عبرت عن قلقها العميق من الصمت واللامبالاة المستمرين من جانب المجتمع الدولي، خصوصاً الولاياتالمتحدة، على الاحتلال الإثيوبي". وأشار إلى أن"العنف في تصاعد مطرد في مقديشو، والقوات الإثيوبية انسحبت من بعض المناطق متراجعة أمام المقاومة والهجمات الشرسة التي تقوم بها قوات التحرير". وأضاف:"نتوقع نشوب حرب شاملة خلال الساعات ال24 المقبلة ... سنقاتلهم في المدن وفي القرى وفي مناطق الرعي. معنوياتنا عالية ونملك الحافز لتحرير بلادنا إضافة إلى المعدات اللازمة". غير أنه شدد على أن"الادعاءات الغربية"بأن بعض المشاركين في المؤتمر لهم صلة بالإرهاب"لا أساس لها". وأضاف:"ليس هناك إرهابيون في الصومال. لكن السياسات الخاطئة من جانب القوى الغربية، خصوصاً الولاياتالمتحدة، يمكنها أن تتسبب في فوضى ومشاكل غير محددة وصراع في المنطقة ... المؤتمر ناشد المجتمع الدولي تصحيح هذا المسار". وفي مقديشو أ ف ب، أفاد شهود بأن خمسة مدنيين قُتلوا بالرصاص أمس في حي السوق الكبيرة في العاصمة الصومالية. وقال أحد هؤلاء الشهود حسن عبدالله إن مجهولين يحملون مسدسات قتلوا رجلين في قطاع السوق المتخصصة ببيع المعدات الالكترونية. وقال الشاهد الآخر محمد عدن حسين"يقول البعض انهما قتلا لأنهما باعا أجهزة الكترونية للجنود الاثيوبيين". وأفاد شهود آخرون بأن ثلاثة مدنيين آخرين، بينهم فتى، قتلوا في حي السوق على يد مجهولين مسلحين. والفتى البالغ من العمر 16 عاماً، قتل على يد رجل اطلق ثلاث رصاصات على رأسه بينما كان يسير في السوق. وقتل آخر ضحيتين بينما كانا يقومان بصرف عملات.