اعتبر الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد المعركة التي تخوضها حكومته وحلفاؤها الإثيوبيون ضد فلول ميليشيات إسلامية وعشائرية في مقديشو جزءاً من الحرب الدولية على الإرهاب. وانتقد"خبث"الأسرة الدولية، خصوصاً الولاياتالمتحدة التي قال إنها"تقدر معركتنا ضد الإرهاب، لكنها لم تمدنا بمساعدة عملية". وأقر يوسف خلال مقابلة مع وكالة"فرانس برس"أمس، بأن"مجموعات إرهابية"لا تزال تنشط في الصومال. وقال إن"حكومتي قاتلت في المدن والقرى الإرهابيين الذين فقدوا معقلهم العسكري في مقديشو، غير أنهم ما زالوا فارين"، في إشارة إلى عناصر"المحاكم الاسلامية"التي طردها الإثيوبيون نهاية العام الماضي. وأضاف:"ما زالت هناك عناصر إرهابية تضع ألغاماً أو تلقي قنابل يدوية في مقديشو". وعلى رغم إعلان الحكومة انتصارها على الميليشيات نهاية الشهر الماضي إثر معارك عنيفة أدت إلى مقتل أكثر من 1300 شخص ونزوح مئات الآلاف، فإن العاصمة شهدت بعد ذلك عدداً من الاعتداءات بالقنابل استهدف أحدها رئيس الوزراء علي محمد جيدي، وأعلنت"حركة الشباب المجاهدين"المتهمة بالارتباط بتنظيم"القاعدة"مسؤوليتها عن معظم الهجمات. وشدد يوسف على أن"الذين يعتمدون العنف هم بقايا ميليشيات المحاكم الإسلامية". وقال محذراً:"لا نعتقد أن مخاطر الإرهابيين انتهت، لأن بعضهم في الخارج يضع خططاً جديدة لإلحاق الدمار بالبلاد". وأضاف أن"معركتنا تندرج في إطار الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الإرهاب، ونحن بالتالي في حاجة إلى دعم متواصل ممن يقاتلون الإرهاب فعلياً". وأشار إلى أن"الولاياتالمتحدة تقدر معركتنا ضد الإرهاب، لكنها لم تمدنا بمساعدة عملية لإعادة إعمار بلدنا المنكوب". وحمل على"خبث"الأسرة الدولية التي قال إن"جهودها محصورة بنشاط إنساني هزيل". ويتردد المجتمع الدولي في منح مساعدة كبرى لإعادة إعمار الصومال في غياب حوار سياسي يشمل جميع الأطراف الصومالية. ومن المقرر إطلاق مؤتمر للمصالحة الوطنية اعتباراً من 14 حزيران يونيو المقبل. وأكد يوسف أن"المحاكم تمثل خطرا على الأمن القومي"ولن تتمثل في المؤتمر بصفتها، مشيراً إلى أن المندوبين البالغ عددهم 1325 وليس ثلاثة آلاف كما كان مقرراً سيمثلون العشائر الصومالية. وشدد على النقص في الأموال المخصصة لقوة السلام الأفريقية في الصومال التي لا يتعدى عدد عناصرها المنتشرين 1500 من أصل نحو ثمانية آلاف. وقال إن"الاتحاد الأفريقي يرغب حقاً في مساعدة الشعب الصومالي بنشر قوات، لكنه في حاجة إلى مساعدة لوجستية وأسلحة ومساعدات مالية أخرى". من جهة أخرى، قتلت القوات الإثيوبية بالرصاص أمس رجلاً فجر لغماً أرضياً قرب دورية تابعة لها في مقديشو. وقال مصدر أمني إن ثلاثة آخرين اعتقلوا عقب الهجوم الذي وقع قرب سوق داينيل للماعز في شرق العاصمة الصومالية. وأضاف:"عادت القوات على الفور ووجدت رجلاً كان وراء الهجوم. أطلقت عليه النار فقتلته واعتقلت ثلاثة آخرين". وقال إبراهيم معلم، وهو قريب القتيل:"عرفت أنه فجر لغماً أرضياً بعدما مرت القوات قربه. لكن لا أعرف لماذا أطلقوا عليه النار رغم عدم إصابتهم في الانفجار". وقال شاهد إن"موكباً عسكرياً إثيوبياً مؤلفاً من ثماني آليات كان يعبر المنطقة حين وقع انفجار بعد بضع دقائق. وفتحت القوات الإثيوبية النار وقتلت مدنياً، فيما جرح مدنيان آخران بشظايا القنبلة". وأضاف شاهد آخر:"سمعت انفجارا وشاهدت مرور الموكب الاثيوبي ثم فتح الجنود النار، ما دفع الجميع إلى الفرار". وأضاف أن الجيش الاثيوبي اعتقل أربعة أشخاص، ولم تصب أي آلية عسكرية بأضرار.