نفت اريتريا أمس تقريراً لجماعة مراقبة تابعة للأمم المتحدة اتهمها بإرسال كميات هائلة من الأسلحة إلى ميليشيات إسلامية في الصومال، فيما تجددت أعمال العنف في مقديشو، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين، بينهم موظف في البلدية. وجاء في التقرير الذي قدمته جماعة المراقبين إلى مجلس الأمن أن الصومال حصل على أسلحة أكثر من أي وقت مضى منذ اندلاع الحرب الأهلية وانزلاق البلاد في الفوضى في مطلع التسعينات بعد إطاحة الرئيس السابق محمد سياد بري. وهذا التقرير هو الثاني في أقل من عام الذي يتهم أسمرا بانتهاك حظر فرض في العام 1992، وتقديم أسلحة للمتمردين الذين يقاتلون الحكومة الصومالية وحلفاءها الإثيوبيين. وقال وزير الإعلام الاريتري علي عبده إن"النية من وراء التقرير هي اختلاق ذريعة لغزو أثيوبي لاريتريا والتغطية على فشل أميركا والأممالمتحدة". وأضاف:"معلوم من أي ركن تأتي هذه الحملة لتشويه السمعة". ووصلت غالبية الأسلحة إلى الصومال عبر مسارات سرية، كما وصلت كميات كبيرة منها إلى"حركة الشباب المجاهدين"، وهي الجناح العسكري ل"المحاكم الإسلامية"المهزومة. وقال التقرير إن"كميات هائلة من الأسلحة قدمت الى حركة الشباب من اريتريا وعن طريقها"، مضيفاً أن الإسلاميين"لديهم عدد غير معروف من الصواريخ أرض - جو وأحزمة ناسفة للانتحاريين ومتفجرات مزودة بأجهزة توقيت وأدوات تفجير". واريتريا هي العدو اللدود لإثيوبيا. ويقول ديبلوماسيون إن البلدين يشنان حرباً بالوكالة في الصومال منذ العام الماضي، عندما أيدت أسمرا الحركة الإسلامية ضد الحكومة الضعيفة في البلاد. وأرسلت أديس أبابا قوات لدعم الحكومة وإخراج الإسلاميين من مقديشو. وأكد عبده أن"الرواية التي تتحدث عن وجود 2000 اريتري في الصومال مختلقة تماماً"، مشيراً إلى اتهامات تضمنها التقرير. وتتهم اريتريا الولاياتالمتحدة بطريقة روتينية باستغلال الأممالمتحدة لخدمة أهدافها في شرق أفريقيا. واثيوبيا ليست مستثناة من حظر الأسلحة، لكن أوغندا مستثناة لأن نحو 1600 من جنودها يخدمون في مقديشو كقوات حفظ سلام بموجب تفويض من الاتحاد الأفريقي. وأشار التقرير إلى أنه على رغم الهزيمة بأيدي الاثيوبيين، فان"حركة الشباب المجاهدين"التي تهاجم غالباً القوات الإثيوبية والحكومية خبأت أسلحة للاستخدام في المستقبل ونشرت مقاتلين تابعين لها. ووجدت أسلحة أخرى طريقها من خلال تجار يعملون في سوق سلاح واسعة في مقديشو يبيعون أسلحتهم إلى زعماء الحرب في وسط الصومالوجنوبه، ويزاولون تجارة مزدهرة في بيع السلاح. وفي مقديشو، قُتل خمسة بينهم موظف في البلدية بأيدي مهاجمين مجهولين. وقال بشير صديق الذي جرح في أحد الهجومين إن أربعة اشخاص كانوا جالسين إلى طاولة في مقهى جنوب العاصمة قتلوا في انفجار قنبلة يدوية أدى إلى جرح ثلاثة آخرين. وأضاف:"كنت أشرب الشاي عندما ألقى مجهولون قنبلة يدوية. كنت محظوظاً لأنني كنت جالساً في زاوية على بعد بضعة أمتار من الانفجار. وسقط أربعة قتلى... جرح اثنان من اصدقائي واصبت شخصياً بجروح طفيفة". وفي حي يكشيد في شمال المدينة، قُتل مساعد مفوض المنطقة حسن عيرو برصاص مجهولين بينما كان عائداً إلى منزله. وقال مفوض المنطقة حاجي علي فيدو:"كان أحد مساعديّ. أطلقوا عليه الرصاص وهو في طريقه إلى منزله، ومات على الفور".