يواجه المسلمون في أوروبا مقاومة لخطط بناء مساجد تتناسب مع وضع ديانتهم التي تعتبر الثانية الأكبر في القارة. وشهدت مطالبهم في هذا الشأن التماسات في لندن واحتجاجات في كولونيا ودعاوى أمام المحكمة في مرسيليا واشتباكات في برلين، على رغم انهم يصلون منذ فترة طويلة في انحاء اوروبا في مواقف للسيارات ومصانع قديمة. ويعتبر المنتقدون ان بناء المساجد مؤشر الى"الأسلمة"، ويرى آخرون ان المآذن ستشوه شكل مدنهم، فيما يؤكد آخرون أن المساجد تمثل تهديداً أمنياً محتملاً، انطلاقاً من دورها كمراكز للإرهابيين. وتصدرت القضية عناوين الصحف في بريطانيا في نهاية تموز يوليو الماضي، حين أرسل التماس ضد بناء"المسجد الكبير"قرب مكان استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2012 الى موقع رئيس الوزراء غوردون براون على الانترنت. ووقع الالتماس أكثر من 275 ألف شخص قبل أن يحذف من الموقع. ويقول منتقدو بناء المسجد الكبير في لندن والذين يقودهم محامٍ ينتمي الى جماعة مسيحية ان"المسجد الذي سيتسع الى 12 ألف مصلٍ سيحول المنطقة السكنية الى منطقة عقيدة واحدة وسيبعد أتباع الديانات الأخرى". ويضيف أن"جماعة التبليغ التي ستبني المسجد تمثل خطراً أمنياً لأن ريتشارد ريد الذي حاول تفجير طائرة بمتفجرات مخبأة في حذائه واثنين من المهاجمين انتحاريي تفجيرات لندن في تموز يوليو 2005 ينتمون اليها". وشهدت ألمانيا الشهر الماضي احتجاجات مناهضة للمساجد في كولونيا وبرلين، وصوت مجلس محلي ضد بناء مسجد في ميونيخ، فيما تعهدت جماعة يمينية متطرفة فرنسية برفع دعوى للمرة الثانية ضد مدينة مرسيليا لمساعدتها في بناء"مسجد كبير". وأكد بكر ألبوجا عضو الاتحاد الإسلامي التركي في كولونيا ان بعض المنتقدين الذين يرون ان المساجد الكبيرة تشير الى الانفصال أو الاستعمار الإسلامي لأوروبا"لا ينظرون للأمر في شكل صحيح". وتحتاج مشاريع بناء المساجد الكبيرة في أوروبا الى أعوام من التخطيط والمناقشات التي تنتهي غالباً بدعم رؤساء البلديات لها كونها تساعد على اندماج الأقليات الجديدة. لكن السكان والنشطاء اليمينيين المتطرفين والذين ينضم اليهم زعماء مسيحيون احياناً بدأوا يعارضون هذه المشاريع اخيراً. وقالت رايم سبيلهاوس الخبيرة في الشؤون الإسلامية بأوروبا في جامعة هامبولدت ببرلين إن"النزاعات في شأن المساجد تركز على قضايا أخرى مثل الإرهاب ودور النساء، أو توافر أماكن متاحة لتوقف السيارات.